أخي العزيز icarus:

سعيد بالتواصل معك. الحقيقة يا صديقي أغلب هذه الكتب غير موجود على النت باستثناء السيرة النبوية لابن هشام فتجده كامل هنا مع كتب أخرى رائعة و قيمة من وجهة النظر الإسلامية:
http://www.almeshkat.net/books/index.php

لا نقدر أن نغفل المصادر الإسلامية. هم يدونون الأخبار و عملنا هو أن نمحص ما نقرأ بوعي نقدي مثلما نفعل مع جميع قراءاتنا. أشجعك أن تقرأ كتب في أساسيات المنطق مثلا و تدرسها بشكل مكثف.. لربما بحثت عن شيء لأجلك و حاولت نقله و إرساله لك خصيصا عن قريب، إذا سمح لي الوقت. المشكلة في توافر الكتب على النت هو الآتي أن الناس عامة تقوم بتوفير الكتب لا بدافع النزاهة البحثية النقدية و لكن من باب نشر الدين و ترويجه: و هناك فرق يا صديقي بين قراءة على طريقة "رجل المبيعات" أي الـ salesman و قراءة على طريقة الناقد التحليلي أي Analytical critic. لذلك، من المهم لنا جدا أن نطور حسّنا النقدي فنصبح نحن، إنْ جاز التعبير، نقاد موظفين من قبل أنفسنا، ننقد و لا نتقاضى على ذلك أجر. ربما نتقاضى يوما ما، و لكن على الأقل ليس في الوقت الحاضر. لن تجد بصراحة يا صديقي أي إنسان يتكلم عن محمد بشكل محايد. المسلم يتحدث عنه لأنه "سيدنا محمد" إلخ و المسيحي يتكلم عنه باعتباره "ذاك المحمد" صاحب الهرطقة المحمدية كما قال يوحنا الدمشقي في كتابه "الهرطقة المائة". نعم، هم رهبان، و لكن هم بعيدون عن النزاهة العلمية النقدية و لا يعرفون شيء عن أدبياتها إلا من عصم ربي مثل الأب جورج شحاتة قنواتي و الأب سمير خليل. عندما أقرأ عن محمد بصراحة، أحترم رأي اللا دينيين. هذا أنا. و لا أثق تقريبا في سواهم. إليك كتاب "قس و نبي" لـ أبي موسى الحريري و إذ به يتفضل مشكورا بوضع محمد و كأنه صبي تحت التمرين لورقة القس النصراني. أضغاث أحلام.
يمكن أن تستخدم خاصية البحث هنا في النادي و تقرأ مقالات لـ "شهاب الدمشقي" و "أخناتون" و هما أكثر من لمست فيهما النزاهة النقدية في الكتابة باللغة العربية. أتمنى أن مقالاتهما لم تفقد من هنا في النادي. أو حاول أن تتقصى أي كتابات لهما على شبكة الإنترنت. الطريف و الذي ربما يضحكك أن شهاب الدمشقي ربما يظن أن هذا تملق مني له و لكن يجب أن نعطي كل صاحب حق حقه و نتكلم لأجل خاطر الحقيقة فقط و التي هي ضالتنا. بالنسبة للكتاب الانكليزي الذي ذكرت لك فلن تحتاجه لأنه مجرد ترجمة لـ سيرة الرسول لابن هشام.
بصراحة، و لن أكتمك سرًا، كنت في فترة من الفترات مهتم بدراسة محمد و الإسلام و لكن هذا الأمر لم يعد يستهويني بالمرة. مرحلة و مررت بها. تجاوزتها. لكني في الوقت نفسه أعشق دراسة علم الدين المقارن و هذا أقوم به على طريقة أبحاث مرسيا إلياد و فراس السواح و اللذين أشجعك على قراءتهما بتدبر. مرسيا إلياد بالنسبة لي هرم و أسعى لجمع كل سطر كتبه عندي و خسارة أني لا أعرف الرومانية لغته الأصلية و إلا لكنت قرأت مقالاته بالرومانية كذلك. إبدأ بمرسيا إلياد لو عندك اهتمام بدراسة الأديان. اعذر جهلي و إمكانياتي المحدودة مع أمنياتي لك بالتوفيق في قراءاتك و دراساتك.

إبراهيم

(f)