السيد عدلي المحترم
أولاً: أرجو منك الالتزام بحوار هادئ ومنطقي دون التطاول على الدين
ثانياً: أرجو منك ألا تستخدم أسلوب التهديد هذا معي، إذا كان لديك أي اتهام بخصوص القرآن والرسول محمد عليه الصلاة والسلام فما عليك إلا أن تطرحه وسأقوم بعون الله بالإجابة عنه مع ذكر أدلة.

أما بالنسبة لمداخلتك رقم (23) فردي عليك هو التالي (يرجى منك التحلي بالصبر لأن الموضوع متشعب):

السبب الرئيسي وراء ضياع الأمة الإسلامية وجهلها هو ربط الآيات القرآنية بكتب التفسير التي قام بكتابتها بعض السلف، وهنا يجب أن نسأل أنفسنا سؤالاً هو لماذا لم يقم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بتفسير القرآن في زمانه والجواب هو أن القرآن نزل عربياً فصيحاً وكان الناس في ذلك الوقت يتمتعون بقوة بهذه اللغة ولذلم لم يكن هناك داع لتفسيره لأنه لم يكن عصياً على الفهم. واعلم يا أخي الكريم أننا نكن لهؤلاء المفسرين كل الاحترام والتقدير على جهودهم التي قاموا بها من أجل تفسير القرآن وذلك لأنهم اعتقدوا في حينها أن ذلك سيسهم في تسهيل فهم القرآن لعامة الناس. فقد قاموا بربط الآيات بأسباب النزول أما الآيات الأخرى التي تخبر عن قصص الأنبياء السابقين والآيات الأخرى التي تحمل علوماً غيبية فقد قاموا بتفسيرها بظاهر الكلام وهنا كان الخطأ الأكبر، لأنهم بذلك -ودون قصد- قيدوا القرآن الكريم بهذه التفاسير وبالتالي لم يعد القرآن صالحاً لكل زمان ومكان بل مقيد بالفترة الزمنية التي نزل فيها على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

والقرآن كتاب معجزة بكل ما في الكلمة من معاني وعندما نقول هذا فنحن لا نقصد الإعجاز اللغوي فقط بل نقصد الإعجاز لكونه كتاب صالح لكل زمان ومكان وكتاب يحوي علوماً غيبية لا يمكن تفسيرها إلا حين حدوثها، فقد أعطانا الله إشارات ورموز لا يمكن التحقق منها إلا حين وقوعها بالفعل. وهذا هو السبب وراء الإعجاز القرآني.
فحين قام هؤلاء المفسرين الذين نجلهم لجهودهم حين قاموا بوضع هذه التفاسير لم يفكروا في هذا الأمر مما ساهم في ضياع المسلمين بسبب هذه التفاسير الخاطئة.

وبالنسبة لقولك أن محمداً كان يعرف القراءة والكتابة بدليل الروايات والأحاديث التي أوردتها من بعض تلك الكتب فأقول لك يا سيدي أننا كمسلمين علينا أن نرد هذه الروايات والأحاديث لكتاب الله (القرآن) فإن وجدنا ما يؤيدها نصاً صدقنا بها، وإن لم نجد فهي غير صحيحة و لا يجوز الأخذ بها.
والآية التي أوردتها تنفي هذا الكلام
"وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ" (العنكبوت 49)
أما بالنسبة التي أوردتها أنت:
هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمه وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين

فتفسيرها كالتالي:
الكتاب هو القرآن وهذا لا يعني أنه علمهم القرآن قراءة وكتابة فقد كان القرآن يوحى إليه

الحكمة: ما أخذ عن الرسول عليه الصلاة والسلام من السنة الشريفة

سلام