إذن لاتوجد أي نبؤة عن بولس في كتب العهد القديم! هذا الرجل الذي عين نفسه رسولا للمسيح، وألغى شريعة موسى بجرة قلم، لم يتنبأ أحد من انبياء بني اسرائيل عنه. وماذا بعد؟ ألا يحق لنا ان نعرف حقيقة هذا الرجل؟ هو لم يتلقى أي تعاليم من تلاميذ المسيح الذين رافقوا المسيح طوال حياته. وكان يدعي بان عنده انجيل خاص به، أخذه مباشرة من المسيح، (وحي). ومن إنجيله هذا يعطي تعاليمه للناس. عندما وصل الى أورشليم، بحسب ماورد في كتاب الاعمال، نصحه التلاميذ بان ينكر بانه يأمر الناس بالتخلي عن شريعة موسى، فأخذ بنصيحة التلاميذ وأنكر، بل انه ذهب الى الهيكل واغتسل وتطهر على شريعة موسى! فهل هو إذن انسان كاذب ومخادع؟ لا أظن ذلك. يبدو انه مصاب بإنفصام في الشخصية. أو ربما حلّ عليه عفريت من الشياطين! الرسالة السابعة الى روما تلخص حالة التخبط والاضطراب النفسي الذي كان يعاني منه بولس. احتار المسيحيين في تفسير مضومون الرسالة. فكتبوا فيها الكتب وألفوا فيها المقالات، وينتهي كل كاتب بالخلاصة التي تدعم رأيه. وطبعا رأي الكاتب ليس بالضرورة تفسيرا لما قاله بولس في رسالته. الرابطين التاليين أوردتهما على سبيل المثال لا الحصر. انظر اليهما ان شئت لترى كيف يعاني المسيحيين في فهم ما يقوله بولس في الرسالة السابعة الى روما.
Understanding Romans 7
http://www.bibleviews.com/romans7.html
The War Within (Romans 7:14-25)
http://www.bible.org/page.asp?page_id=2304
والان دعنا نرى بعض ماجاء في هذه الرسالة، هذا مع العلم ان بدايتها يناقض خاتمتها. الكلام الوارد بين قوسين [...] هو تعليقي على ماقاله بولس.
Rom 7:18 فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. [بولس يعلم بانه ليس فيه أي شيئ صالح، بالرغم من وجود الارادة عنده لفعل الاشياء الحسنه. ولكنه لايستطيع فعل الحسنى لانه يشعر بوجود قوة خارقة مسيطرة عليه تأمره بفعل الشر]
Rom 7:19 لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. [واضح انه يفعل الاشياء التي لايريدها]
Rom 7:20 فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. [وهنا يلقي بالائمة على الخطيئة التي تسكن في داخله. ويتهما بانها هي التي تقوده لفعل الشر]
Rom 7:21 إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. [وعندما يريد تطبيق الناموس أو التعاليم الالهية، يتصدى له الشر الكائن في داخله ويمنعه من اتباع الناموس]
Rom 7:22 فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ [شريعة] اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. [بولس مصاب بانفصام شديد في شخصيته. يسر بتعاليم الناموس، ولكن لايعمل بها. والسبب هو:]
Rom 7:23 وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. [هنا يعترف بولس بان ناموس الخطيئة الكائن في أعضائه مسيطر عليه تمام السيطره. وناموس الخطيئة هذا هو الذي يعمل به بولس]
Rom 7:24 وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ [من سينقذه من التخبط النفسي الذي يعيش فيه؟]
Rom 7:25 أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذاً أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ. [بولس يقول انه بذهنه وطريقة تفكيره يخدم شريعة الله، ولكن جميع الاعمال التي يعملها جسده، أي التي يقوم بها، تخدم ناموس الخطيئه]
هذا هو بولس، بشخصيته المضطربه المتناقضه. يأمر بشيئ ويعمل غيره. يفعل الاشياء التي لايريد ان يفعلها. وهو مقتنع كل الاقتناع بأن ما يفعله هو الشر بعينه. مثله كمثل الذي يتخبطه الشيطان من المس!