نصوص مقطعة موصلة لا نعرف اصلها من فصلها و كتّابها في الغالب مجهولين. جمعها عدة رجال، و كل من خالفهم في الرأي او العقيدة او جاء بنصوص لا تعجبهم او تناقض كلامهم، رموه بالهرطقة و نفوه خارجا. و كل هذه النصوص مكتوبة بعد موت يسوع بعقود طوال، و بولس مثلا (كاتب جزء كبير من العهد الجديد) لم ير يسوع في حياته قط، بل زعم انه ظهر له في حلم. طيب أنا مرة رأيت سوبرمان في الحلم فهل تأخذون بكلامي؟

أنا شخصيا لا اجد ما يميز كتب العهد الجديد عن "انجيل يهوذا" المزعوم.

أنصحك بقراءة كتاب Lost Christianities أي "مسيحيات مفقودة" لأحد كبار لاهوتيي الكتاب المقدس، و فيه انا رأيت العجب العجاب، عن اناجيل ضائعة و منفية و رسائل مسيحية مهرّبة و منبوذة، و لكنها كلها تأتي بأخبار و مقولات عن يسوع لم نسمع بها في الكتب "الرسمية"، و هذه الكتب الرسمية لم تكن كذلك إلا بعد أن تبناها البعض من أصحاب الجاه و القوة. العهد الجديد ليس إلا جزءا يسيرا من مجموع كتابات المسيحيين الاوائل، و لا يمثل رأيهم بالكامل و لا يعبر عن عقائدهم بصدق، و انما هو رأي مجموعة واحدة منهم تمكنت من الغلبة على المجموعات الاخرى لاسباب تاريخية و سياسية.

كاتب الكتاب اسمه بارت ارمان، رئيس قسم الدراسات الدينية في جامعة نورث كارولينا الامريكية، و عنوان الكتاب بالكامل، "مسيحيات مفقودة: معارك النصوص و العقائد التي لم نعرفها قط." في الكتاب ترجمات رائعة لأهم النصوص التي عثروا عليها، بعضها يعود الى ما قبل النصوص المسيحية المعتمدة، و يوضح فيه الكاتب كيف تمكنت جماعة واحدة من المسيحيين من بسط سيطرتها على مفهوم العقيدة المسيحية، بالرغم من وجود عشرات، بل مئات الجماعات المسيحية التي عارضتها فإتهموهم بالهرطقة.