و لو رأينا أن القرآن يعتمد في قدسيته أساسا على انه آت من الله شخصيا و ليس لأنه قد أتى بتعاليم خارقة.
و لو عرفنا أن أصل الإعجاز القرآني هو إعجاز بلاغي و لغوي أساسا ..
فإن هناك مسألتان أخريتان تعتمدان على القرآن في الوعي و التراث الإسلامي.

التشريع الإسلامي و حدوده.
و الإعجاز العلمي.

و هما ركنان مثيران في الحقيقة.

فإعتمادا على ان القرآن هو كتاب الله فإن أي تشريع مهما كان أحمقا أو لا إنسانيا أو غير فعال او بدوي أو متخلف يكون له قدسية وهمية و فعالية مؤكدة لا تعرف من أين اتى بهما.

فلو تكلمنا عن تقسيم المواريث أو الشهادة أو قوامة الرجل.
لو تكلمنا عن الحدود الوحشية على أشياء بسيطة جدا مثل شرب الخمر أو اشياء خاصة و شخصية مثل العلاقات الجنسية أو جرائم إجتماعية مثل السرقة و القتل سنجد أسلوبا يتسم بالهمجية (عذرا) أساسا و غير فعال ثانيا.
يعني الجلد لمن يشرب الخمر ..
قطع اليد لمن يسرق ..
الرجم لمن يزني ..
أي وحشية تلك ؟!!
و لكن مع ذلك ستجد هناك من يدافع .. بل يهاجم النظم العلمانية الكافرة التي تحمي الإنحلال الاخلاقي و تؤيده مادامت حدود الله لا تقام فبالتالي تنتشر الجريمة و ينتشر الفساد.
و يتم تقديم دولة متخلفة كالسعودية على ذلك و كانها جنة الله في الأرض .. حيث لا جرائم و لا سرقة و لا .. و لا...
لانها تقيم حدود الله و تعمل بشريعته المنزلة في كتابه العزيز.
و طبعا لا مجال بأي حال من الأحوال ان يقنع المرء احدا من هؤلاء المتغنيين بالتشريع القرآني بان يعمل عينيه و عقله لأن العين لا ترى إلا ما تريد و العقل واخد أجازة.
و بالتالي فإنه من العبث أن يحكي المرء مرة أخرى في مسالة التشريع تلك.

و لكن إن كانت وحشية الحدود الإسلامية تثير الغضب و الإستنكار و الغثيان فإن حكاية الإعجاز القرآني تلك لا تثير إلا الضحك ...
فلأن القرآن هو كتاب معجزي و خارق للطبيعة ..
و لان الإنس و الجن مع بعض لو عملوا كونسولتو كده و لو تفرعت منهم لجنة من الأدباء و الشعراء و العلماء لكي يأتوا بمثله فلن يستطيعوا ..
فقد كان من البديهي أن يحوي القرآن على ملخص لكل الكشوفات العلمية التي تمت و التي لم تتم بعد ...
و يستطيع المرء أن يقرا و يضحك لمقالات زغلول النجار.


"و جعلنا من الماء كل شئ حي"
و قد كان العلماء يعتقدون ان هناك حيوانات و حشرات تستطيع أن تحيا بلا ماء ..
و ظلوا عقودا و عقود يتداولون تلك المعلومات بينهم كمسلمة علمية ..
و لكن كتاب الله الموحى لعبده و رسوله كان قد حسم تلك القضية في آيته الكريمة ..
و عرف العلماء الآن ما أقر به القرآن الكريم و اكده منذ 1400 سنة حين نزل على النبي الأمي.
و يكاد العلماء يلطمون الخدود الآن لانهم اهملوا الحقائق الساطعة التي قد أتى بها القرآن الكريم.


"إني رايت إثنى عشر كوكبا"
في البداية لم يعرف العلماء إلا تسع كواكب في مجموعتنا الشمسية.
حتى إكتشفوا الكوكب العاشرثم الحادي عشر.
و لكن القرآن يتكلم على لسان يوسف الصديق أنهم إثنى عشر كوكبا ..
و بحسب القرآن الكريم فإنني أعتقد أن العلماء ينتظرهم كشف مذهل عن الكوكب الثاني عشر ..
بينما أكد كلام الله انهم 12 كوكب قبل أكثر من ألف عام.



........... و ليس شرطا أن تكون الحقائق و الإكتشافات العلمية فقط هي التي يحويها كلام الله المنزل.
رايت من يخرج لي آياتا من القرآن تتنبأ بكل شئ إبتداءا من الحروب العالمية الاولى و الثانية و سقوط الإمبراطورية السوفيتية و ضرب البرجين في أمريكا و ليس إنتهاءا بتحديد يوم نهاية العالم ... جازما ان تنبؤات نوستراداموس هي مغشوشة بالكامل من القرآن الكريم و ان نوستراداموس كان يقرا القرآن و يجيد تفسيره.

و ياما في الجراب يا حاوي.
القرآن الكريم كافي جدا ليعلمنا ماهية الإسلام و طبيعته ..
ليس علينا ان نقرا عن الطب النبوي و غمس جناحي الذبابة في الشوربة لان في أحدها الداء و في الجناح الثاني الدواء.

يكفي الإسلام قرآنه.



محبتي.