تحية...
الزميل علي نور الله..أهلا.
تكلف,,ربما يوجد بعض التكلف أذا سميت البحث عن الكلمة المناسبة التي تؤدي المعنى الذي أريده تكلفا,أما إذا أردت أن تقول أني أصطنعت هذا النص أصطناعا فأنا لم أفعل, و بكل صراحة أنا شخصيا "مفقوع" من هذه السورة بالذات و أسر لك بأني أشك شكا كبيرا أن تكون من ضمن النص الذي جمعه عثمان و ربما فصلت في ذلك لا حقا, أما قولك أن أحمل أشياءا لقنت بها في صغري فلا و أجزم لك بلذك و أنا لم أتلقى تربية دينية من أي نوع و لم تضغط علي أية جهة دينية لتكسبني الى صفها و لعل هذا النوع "الفالت" من التربية جعل إحساسي الديني في أدنى درجاته.
تقول يا سيدي :
اقتباس:هل تعتقد ان مجرد كلمات ستؤذى رجلا لا يؤمن بمصدر هذه الكلمات ؟؟؟؟
لا حظ أني قلت أن الأذى التي ستلحقة هذه الكلمات هو أذى معنوي, و قد حققت أذية معنوية فعلا بعبد العزى و قد ثارت ثائرته بعد أن سمع هذا الهجاء,و قد تكون على معرفة بأن السادة في الجاهلية كانوا يتحاشون الهجاء و يجدون فيه منقصة لهم فكانو يجزلون العطاء للشعراء ليقوا أنفسهم, و لعلك سمعت بقصة بيت شعر لبيد الذي يخاطب فيه الملك النعمان :
مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه ****إن أسته من برص ملمعه
و قد أسقط لبيد بهذا البيت بالضربة القاضية صداقة الربيع ابن زياد العبسي للملك النعمان أذكر هذه الحادثة لأدلل على أهمية الهجاء و مكانته التي ترتب الأشياء أحيانا كثيرة.تأذي ابو لهب لم يكن من عظم الكلمات و أنما من ألم الهجاء و هذا شعور طبيعي يحس به كل سيد و عبد العزى كان كما تقول السورة نفسها رجل ذو مال و نعرف نحن أنه كان ذو حسب و هذا عاملان هامان من عوامل السيادة في ذلك الزمان.
و الشتيمة ليست فقط بمقذع القول و أسمي كل أنتقاد سلبي بغير أدلة شتيمة و يقول القرآن هنا "تبت يداك يا أبو لهب" بمعنى عصري "الله يكسر أيديك" أو خسر أبو لهب و خاب و ضل عمله على رأي القرطبي,أما من حيث المعجزة فلا أنت و لا أنا نعرف حتى هذه اللحظة أن كان أبو لهب سيصلى نارا,فلا أنت رأيته و ليس لديك ما يدل على ذلك و لا إعجاز بغير معجزة.
و أنت لا تلزم القرآن بذكر خلفيات الأحداث لأنه كتاب مقدس و ليس كتاب تاريخ, وتحيل القارىء الى كتب التاريخ ليتعرف على أبي لهب و أنت هنا تمارس نفس القهر المعرفي الذي يماترسة القرآن بحجب المعلومة ,كيف لمنتسب جديد يبدأ خطواته الأولى بقراءة القرآن أن يبحث في المراجع عن أبي لهب, بهذه الحالة ستتعطل التلاوة المقدسة لسورة المسد حتى يعثر هذا المريد على قصة أبي لهب أو حتى يقصها عليه أحدهم و عندها سيسقط التاريخ لأن المريد سيصدق القصة فورا لأن شتيمة أبي لهب مؤطرة ضمن سورة قرآنية تمنح ختما مصدقا لكل قصة تاريخية تعيب أبا لهب,لقد تكلم القرآن في كثير من القصص و فصل في بعضها, و توقف الأمر عند قصة ابي لهب ليقتصر على تقرير سريع يلخص حالته في الدنيا و الآخره.
"شعوري الخاص", سيدي أن النص أعلاه كله هو شعوري الخاص و ليس قولي أنه نص أنفعالي فقط فلا استطيع أن أكتب بشعور شخص آخر و أنت تعرف أن النقد حالة شعورية يتدخل فيها الحدس و تهم صاحبها و قد لا تكون واقعية بمعنى قد لا يحس الآخرون بذات الحالة .
الله يسامحك في النهاية يا على نور الله, و أنت تجد أني بنيت كل شيء على أن كلمة تب شتيمة طيب ما رأيك في كلمة تبت يدا؟؟!!
طيب لننسى كل ذلك و تعرف لي ما هي الشتيمة؟؟!!
مودتي