خذ عندك ما يلي:

مجنون ليلى:

1-
وَأَحبَبتُها حُبّاً يَقَرُّ بِعَينِها *** وَحُبّي إِذا أَحبَبتُ لا يُشبِهُ الحُبّا
وَلَو تَفَلَت في البَحرِ وَالبَحرُ مالِحٌ *** لَأَصبَحَ ماءُ البَحرِ مِن ريقِها عَذبا

-2-
مَتى يَشتَفي مِنكَ الفُؤادُ المُعَذَّبُ *** وَسَهمُ المَنايا مِن وِصالِكِ أَقرَبُ
فَبُعدٌ وَوَجدٌ وَاِشتِياقٌ وَرَجفَةٌ *** فَلا أَنتِ تُدنيني وَلا أَنا أَقرَبُ
وَلي أَلفُ وَجهٍ قَد عَرَفتُ طَريقَهُ *** وَلَكِن بِلا قَلبٍ إِلى أَينَ أَذهَبُ


-3-
ضاقَت عَلَيَّ بِلادُ اللَهِ ما رَحُبَت *** يا لَلرِجالِ فَهَل في الأَرضِ مُضطَرَبُ
البَينُ يُؤلِمُني وَالشَوقُ يَجرَحُني *** وَالدارُ نازِحَةٌ وَالشَملُ مُنشَعِبُ
كَيفَ السَبيلُ إِلى ليلى وَقَد حُجِبَت *** عَهدي بِها زَمَناً ما دونَها حُجُبُ

-4-
إِذا خِفنا مِنَ الرُقَباءِ عَيناً *** تَكَلَمَتِ العُيونِ عَنِ القُلوبِ
وَفي غَمرِ الجَوانِحِ مُستَراحٌ *** لِحاجاتِ المُحِبِّ إِلى الحَبيبِ

-5-
أَبوسُ تُرابَ رِجلَكِ يا لِوَيلي *** وَلَولا ذاكَ لا أُدعى مُصابا
وَما بَوسِ التُرابِ لِحُبِّ أَرضِ *** وَلَكِن حُبُّ مَن وَطِئَ التُرابَ
جُنِنتُ بِها وَقَد أَصبَحتُ فيها *** مُحِبّاً أَستَطيبُ بِها العَذابا
وَلازَمتُ القِفارَ بِكُلِّ أَرضٍ *** وَعَيشي بِالوُحوشِ نَما وَطابا

-6-
وَقالوا لَو تَشاءُ سَلَوتَ عَنها *** فَقُلتَ لَهُم فَإِنّي لا أَشاءُ
وَكَيفَ وَحُبُّها عَلِقٌ بِقَلبي *** كَما عَلِقَت بِأَرشِيَةٍ دِلاءُ
لَها حُبٌّ تَنَشَّأَ في فُؤادي *** فَلَيسَ لَهُ وَإِن زُجِرَ اِنتِهاءُ
وَعاذِلَةٍ تُقَطِّعُني مَلاماً *** وَفي زَجرِ العَواذِلِ لي بَلاءُ

-7-
وَجَدتُ الحُبَّ نيراناً تَلَظّى *** قُلوبُ العاشِقينَ لَها وَقودُ
فَلَو كانَت إِذا اِحتَرَقَت تَفانَت *** وَلَكِن كُلَّما اِحتَرَقَت تَعودُ
كَأَهلِ النارِ إِذ نَضِجَت جُلودٌ *** أُعيدَت لِلشَقاءِ لَهُم جُلودُ


عمر بن أبي ربيعة:

قالَ لي صاحِبي لِيَعلَمَ ما بي *** أَتُحِبُّ القَتولَ أُختَ الرَبابِ
قُلتُ وَجدي بِها كَوَجدِكَ بِالما *** ءِ إِذا ما مُنِعتَ بَردَ الشَرابِ