لا، لم يكن القصد بأنهم سيشكـّون بأنه المسيح، وأنه مرسَل من الله! فالكلمة المترجمة إلى اللغة العربية بـ "تشكـّون" لا تعني بالتحديد "عدم اليقين". فهي تعني في الأصل "تتبعثرون – تتشتتون – تتفرّقون - تبتعدون عني - تعثرون ..." وإلى ما هنالك. للتأكد من هذا المعنى يمكن مراجعة الرابطين التاليين ومقارنة الترجمات الموجودة فيهما:
متى 26 : 31 :
http://www.biblegateway.com/passage/?searc...:31;&version=31
مرقس 14 : 27 :
http://www.biblegateway.com/passage/?searc...:27;&version=31
وهذا المعنى ينسجم طبعاً مع تتمة كلمات يسوع في نفس العدد قائلاً: "اني اضرب الراعي ف
تتبدد خراف الرعية".
جدير بالذكر بأن تلاميذ المسيح لم يفهموا تماماً آنذاك القصد من مجيئه. فقد كانوا يتوقعون كبقية قادة اليهود الدينيين بأن المسيح يجب أن يكون ملكاً أرضياً لتحرير الشعب اليهودي من الإحتلال. فلم يكن يخطر ببالهم بأن المسيح يجب أن يـُقتـَل. ولذلك نرى الرسول بطرس في فرصة سابقة يحاول تصحيح يسوع:
اقتباس:" 16: 21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة و الكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم
16: 22 فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا
16: 23 فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس"
– متى 16 : 21 – 23.
http://st-takla.org/pub_newtest/40_matt.html
ومن الواضح بأن بطرس لم يستوعب كاملاً كل المعنى الذي كان يسوع يقصده؛ حتى في ليلته الأخيرة. ولذلك أخذ المبادرة في التشديد بأنه سيكون هنا ليدافع عنه حتى الموت.
نضيف إلى ذلك سؤال التلاميذ للمسيح حتى بعد قيامته من الموت:
[QUOTE]"1: 6 اما هم المجتمعون فسالوه قائلين يا رب
هل في هذا الوقت ترد الملك الى اسرائيل– أعمال الرسل 1 : 6.
http://st-takla.org/pub_newtest/44_acts.html
فسؤالهم إن دلّ على شيء فقد دلّ على عدم فهمهم الكافي لمقاصد الله نحو البشر ونحو المسيح. لقد ظنوا بأنه سيؤسس لهم مملكة أرضية يحكم فيها كملك لملكوت الله بحيث يكونوا هم الحكام المعاونون.
فبناء على كل هذه النقاط نجد بأن يسوع كان قد أدرك جيداً بأن القبض عليه وقتله كمعادل للمجرمين سيشكـّل بلا شك خيبة أمل كبيرة لهم. خيبة أمل وليس عدم يقين. فقتله كان سيضعهم في
حالة من الضياع والإرتباك: "كان يجب أن يحدث كذا وكذا، فلماذا النتيجة مختلفة؟ أين الخطأ في فهمنا إذاً؟". لكنهم مع ذلك لم يتوقفوا عن التجمع فيما بينهم خلال الأيام الثلاثة لموته، متسائلين ولا شك وباحثين عن أجوبة لتساؤلاتهم، إلى أن قام المسيح من الموت ليعطيهم تأكيدات وتوضيحات إضافية عن مقاصد الله.