{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #47
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
صديق الهواء


قصة محمود شقير



اتخذَ فارسٌ من الهواء صَديقاً له.

حدثَ ذلك، حينما لاحظَ فارسٌ رغبةَ الهواء في المزاح مَعَ الناس وَمع الأشجار،
وحينما لاحظَ أنَّ الهواءَ كثيرُ الحركة لا يحبُّ أنْ يَستقرَّ في مكان واحد.
قالَ فارس: الهواءُ يُشبهني وأنا أشْبهُ الهواء، ولذلكَ فنحنُ صديقان.
وقال: الهواءُ يمازحُ الأشجار، يُطَوِّحُ أغصانها ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمال.
وأنا أحبُّ أنْ أمازحَ الأشجار، أصعدُ فوقَ الشجرة التي أمامَ دارنا،
أهزُّ أغصانها ذاتَ اليمين وذاتَ الشمال، تماماً كما يفعلُ الهواء.
والهواءُ يركضُ في الطرقات مثلما أركضُ أنا في الطرقات،
والهواءُ يَضربُ الشبابيك ويجعلُها تصطفق مثلما أضربها أنا وأجعلُها تَصطفق.

قالَ فارس: الهواءُ صديقي وأنا صديقُ الهواء.
أنهضُ في الصباح وأذهبُ إلى المدرسة، يذهبُ الهواء معي إلى المدرسة.
أدخلُ إلى غرفة الصف، ويظلُّ الهواءُ في الخارج،
لا يَسمحُ له المعلمُ بالدخول إلى غرفة الصف خَوفاً على الأولاد من لمسته الباردة.
أقولُ له: تحمَّلْ يا صديقي ولا تَغضَبْ. فلا يغضبُ الهواء،
يظلُّ مُرابطاً خَلْفَ النوافذ حتى ينتهي اليومُ المدرسي، يُرافقني في طريق العودة إلى البيت،
أحدثُهُ عن دروس اللغة والحساب، يحدثني الهواءُ عَن انتظاره الطويل خلفَ النوافذ.

قالَ فارس: الهواءُ صديقي، غيرَ أنَّ أمي لا تسمحُ له بدخول بيتنا،
خوفاً على أختي الصغيرة مِنْ لمسته الباردة. أقولُ له تحملْ يا صديقي ولا تغضب.
فلا يغضبُ الهواء، أقولُ له: سأحضرُ لك كأساً من الشاي.
يقولُ لي: أنا لا أشربُ الشاي. ثم يمضي إلى جولة في الحي وفي السهول المحيطة بالحي.
يُصادفُ في الطريق دجاجةَ الخالة أم سليمان، يشعرُ بالرغبة في المزاح،
يجتذبُ الدجاجةَ من جناحيها، ويأخُذُها إلى آخر السهْل بعيداً عَنْ رفيقاتها الدجاجات،
فتغضبُ الخالةُ أمُّ سليمان، تغضبُ من الهواء الذي حملَ دَجاجَتَها بعيداً.
يقتربُ الهواءُ من البستان المليء بأشجار المشمش والبرقوق والتفاح،
تَستبدُّ به الرغبةُ في المزاح، ينهمكُ في اللعب مع الأشجار،
يلعبُ الهواء دُونَ تَوَقُّفٍ مع الأغصان، فلا تحتملُ مزاحَهُ العنيف،
تقولُ له: خَفِّفْ مزاحكَ أيها الهواء، فلا يسمعُها، لأنه مُستمرٌ في مزاحه العنيف،
مُعتقداً أنَّ الأغصانَ مَسرورةٌ لهذا المزاح، وها هي ترقصُ طرباً، لكنها لم تكنْ كذلك،
خُصوصاً حينما بدأتْ تنقصفُ وتهبطُ نحوَ الأرض باكيةً شاكية،
والهواءُ لا يَسمَعُها وهو مُنْخَرِطٌ في مزاحه العنيف.


[صورة: original777.gif]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 02:48 PM بواسطة -ليلى-.)
05-06-2006, 08:40 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بواسطة -ليلى- - 05-06-2006, 08:40 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النفق (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 602 12-24-2013, 03:49 PM
آخر رد: رائد قاسم
  اشباح النهار ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 603 12-11-2013, 11:23 AM
آخر رد: رائد قاسم
  شقشقه ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 582 11-14-2013, 11:34 PM
آخر رد: رائد قاسم
  الرؤيا (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 668 03-28-2013, 02:48 PM
آخر رد: رائد قاسم
  قصاص قصة قصيرة حمادي بلخشين 0 918 12-02-2012, 01:42 PM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS