اقتباس:لقد أخترت سورة المسد لأنها قصيرة و تتحدث عن شيء محدد و رأيت أن أجعلها نموذجا, علما أن هناك سور أجمل و أعلى مستوى بكثير و قد تكون سورة المسد تمثل المستوى الهابط لسور القرآن علما بأنها من أوائل السور التي ظهرت و لعل نفسها الإنفعالي أفقدها الجمال الذي نشاهدة في قريناتها المكيات,

عزيزي جقل:

استمتعت بقراءة ما كتبت و استمتعت كذلك برد الأخ رحمة العاملي و طريقة تحليله. جميل جدا. لكن اسمح لي أن أسألك: ما المعيار لتصنيف نص مقدس على أنه أدبي أكثر من نص آخر؟ في علم النقد النصي للكتاب المقدس مثلا لم ينتقص أحد من الخاصية الأدبية لبعض المزامير و التي كتبت بنبرة انفعالية فجّة و التي تعارفوا عليها بإسم imprecatory Psalms و التي تصدر فيها الانفعالات بعنف مثل: اللهم حطم أسنان الأشرار، طوبى لمن يمسك بأطفالك و يضرب بهم الصخرة، إلخ. النص كنص أدبي هو أدبي في حد ذاته و بصرف النظرعن قصره أو طوله. يعتبرون نزار قباني شاعر مفوّه و هو فيما يكتب لا أعتبره شعر.. ربما هو ( شعير ) و لكن ليس شعرًا بالنسبة لي عندما يكتب على طريقة ( واحدة و نص) أو كلمة و نص. أين الأدب في هذا؟ باعتقادي سورة المسد لا تقل بيانية بديعة عن سورة الرحمن و التي تبدأ بالآية الجميلة: الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، إلخ. ما هو المعيار؟ هل يوجد معيار ثابت لتقدير القيمة الأدبية و اعتبارها هنا أعلى من هناك؟ لا أظن. وجود فيض من الحس الانفعالي الغاضب الصارخ لا يفقد النص جماله أبداً، و إلا كيف يستطيب كثير اليوم من الشباب بمزاج و نشوة ما يقوله الشاعر مظفر النواب لحكام العرب: يا أولاد الـ # حبة، .... و هو يفضح طهرهم المزعوم فيرى أن حظيرة الخنازير أطهر من كل ما يتشدقون به من تصريحات. هنا مظفر النواب حاد حدة شديدة و مع ذلك هو شاعر و أديب. لما لا؟ أو كما يقول الإسرائيليون: لما لو؟!

:wr: