تكرم عيونك عزيزي باسل

وهذه باقة من أشعار الحب لابن زيدون الأندلسي قالها بولادة بنت المستكفي:


-1-
غَريبٌ بِأَقصى الشَرقِ يَشكُرُ لِلصَبا *** تَحَمُّلَها مِنهُ السَلامَ إِلى الغَربِ
وَما ضَرَّ أَنفاسَ الصَبا في اِحتِمالِها *** سَلامَ هَوىً يُهديهِ جِسمٌ إِلى قَلبِ

-2-
لَعَمري لَئِن قَلَّت إِلَيكَ رَسائِلي *** لَأَنتَ الَّذي نَفسي عَلَيهِ تَذوبُ
فَلا تَحسَبوا أَنّي تَبَدَّلتُ غَيرَكُم *** وَلا أَنَّ قَلبي مِن هَواكَ يَتوبُ

-3-
أَيَّتُها النَفسُ إِلَيهِ اِذهَبي *** فَما لِقَلبي عَنهُ مِن مَذهَبِ
أَنسانِيَ التَوبَةَ مِن حُبِّهِ *** طُلوعُهُ شَمساً مِنَ المَغرِبِ


-4-
لَمّا اِتَّصَلتِ اِتِّصالَ الخِلبِ بِالكَبِدِ *** ثُمَّ امتَزَجتِ اِمتِزاجَ الروحِ بِالجَسَدِ
ساءَ الوُشاةُ مَكاني مِنكِ وَاِتَّقَدَت *** في صَدرِ كُلِّ عَدُوٍّ جَمرَةُ الحَسَدِ
لَوِ اِستَطَعتُ إِذا ما كُنتِ غائِبَةً *** غَضَضتُ طَرفي فَلَم أَنظُر إِلى أَحَدِ


-5-
لَئِن فاتَني مِنكِ حَظُّ النَظَر *** لِأَكتَفِيَن بِسَماعِ الخَبَر
وَإِن عَرَضَت غَفلَةٌ لِلرَقيبِ *** فَحَسبِيَ تَسليمَةٌ تُختَصَر
وَأَصبِرُ مُستَيقِناً أَنَّهُ *** سَيَحظى بِنَيلِ المُنى مَن صَبَر

-6-
وَلَيلٍ أَدَمنا فيهِ شُربَ مُدامَةٍ *** إِلى أَن بَدا لِلصُبحِ في اللَيلِ تَأثيرُ
وَجاءَت نُجومُ الصُبحِ تَضرِبُ في الدُجى *** فَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ وَاللَيلُ مَقهورُ
خَلا أَنَّهُ لَو طالَ دامَت مَسَرَّتي *** وَلَكِن لَيالي الوَصلِ فيهِنَّ تَقصيرُ


-7-
يا مَن غَدَوتُ بِهِ في الناسِ مُشتَهِراً *** قَلبي عَلَيكَ يُقاسي الهَمَّ وَالفِكَرا
إِن غِبتَ لَم أَلقَ إِنساناً يُؤَنِّسُني *** وَإِن حَضَرتَ فَكُلُّ الناسِ قَد حَضَرا

-8-
أَغائِبَةً عَنّي وَحاضِرَةً مَعي *** أُناديكِ لَمّا عيلَ صَبرِيَ فَاسمَعي
صِلينِيَ بَعضَ الوَصلِ حَتّى تَبَيَّني *** حَقيقَةَ حالي ثُمَّ ماشِئتِ فَاصنَعي


-9-
أَنّى أُضَيِّعُ عَهدَك *** أَم كَيفَ أُخلِفُ وَعدَك
وَقَد رَأَتكَ الأَماني *** رِضىً فَلَم تَتَعَدَّك
يا لَيتَ ما لَكَ عِندي *** مِنَ الهَوى لِيَ عِندَك
فَطالَ لَيلُكَ بَعدي *** كَطولِ لَيلِيَ بَعدَك
سَلني حَياتي أَهَبها *** فَلَستُ أَملِكُ رَدَّك
الدَهرُ عَبدِيَ لَمّا *** أَصبَحتُ في الحُبِّ عَبدَك


-10-
مَن مُبلِغٌ عَنِيَ البَدرَ الَّذي كَمُلا *** في مَطلَعِ الحُسنَ وَالغُصنَ الَّذي اِعتَدَلا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي أَهدى مَوَدَّتَهُ *** إِلَيَّ مُرتَهِنٌ شُكري بِما فَعَلا
أَنتَ الحَبيبُ الَّذي ما زِلتُ أُلحِفُهُ *** ظِلَّ الهَوى وَأُسَقّيهِ الرِضا عَلَلا
هَذي الحَقيقَةُ لا قَولي مُخادَعَةً *** لَو كانَ قَولُكَ مُت ما كانَ رَدِّيَ لا


-11-
لا اِفتِنانٌ كَاِفتِناني *** في حُلى الظُرفِ الحِسانِ
خَصَّني بِالأَدَبِ اللَهُ *** فَأَعلى فيهِ شاني
رُبَّما باعَدَكَ الدَهــــــــــــرُ فَأَدنَتكَ الأَماني