الزميل وضاح رؤي (f)

شكرا علي المجاملة وأحب أن أوضح لك أني قرأت الكثير من كتب هيكل وأزيدك من الشعر بيت إني أعتبره من كتابي المفضلين بالعربية كأسلوب فهيكل يستطيع بأسلوبه الرشيق في الكتابة أن يجذبك ويرغمك علي الإنتهاء من قراءة كتاب يفوق ال500 صفحة في يوم واحد بعكس شخص مثل إبراهيم نافع الذي يدفعك أسلوبه للتقيؤ من أول صفحة وبمناسبة الأسلوب أو مايطلق عليه الفرنجة ال style فلدي قصة توضح أهميته ولكن ال style شئ والحقيقة والمهنية الصحفية شئ أخر

من الأوراق المطلوب تقديمها في الوظائف بأمريكا مايعرف بال personal statementوهو عبارة عن مختصر لحياتك حتي أنتهي بك المطاف للتقدم لتلك الوظيفة ومعظم من أعرفهم أستهتروا بتلك الورقة وكل واحد كتب الكلمتين اللي جم في دماغه ولكن نتيجة إستشعاري لأهميتها لجأت لواحدة متخصصة في ذلك الفن وتقاضت مني مقابل كتابة تلك الورقة 300 دولار لسه واجعني لغاية النهاردة ولكن بالإضافة للتحفة الفنية التي أنتجتها تعلمت منها خلال الثلاث جلسات التي أستغرقها كتابة تلك الورقة يعني إيه style والقدرة علي جذب إنتباه القارئ لكن طبعا 99 في الميه مما هو مذكور بتلك الورقة محض كذب وإفتراء وفي أحسن الأحوال تضخيم للأحداث والوقائع وقصص وبطولات وهمية قمت بها لإنقاذ البشرية مما يستوجب منهم تعييني لأني مش معقول أروح أقولهم إني كنت بلعب طاولة علي المشاريب في مصر وبضرب بانجو فوق السطوح لأني بالشكل ده هتحبس مش هتعين:10: وهذا بالظبط مايقوم به هيكل فالرجل أسلوبه جذاب حقيقة لاشك فيها ولكن أمانته الصحفية عليها الكثير من علامات الإستفهام ومصداقيته محل شك لإقترابه أكثر من اللازم كصحفي من السلطة وأحد أدلتي علي ماأقول هو إختلاف كتب هيكل بالعربية عن مثيلتها بالإنجليزية كواقعة تناوله هو وعبد المنعم رياض السكوتش في النسخة الإنجليزي من كتاب الطريق إلي رمضان والتي تختفي تماما من النسخة العربية

بالنسبة لموضوع الصحافة بمصر والعالم العربي عامة فيكفيني كمثال أن شخص كحسني مبارك خلال عهدي به لم يتعرض لحوار صحفي جاد يسأله عن تصريحاته السابقة ووعوده التي أخلفها وكل مارأيته إبراهيم نافع وسمير رجب ومفيد فوزي قاعدين معاه قاعدة تعريصية في حين علي سبيل المثال توجد بأمريكا ثلاث برامج حوارية يوم الأحد صباحا بمحطات التلفزيون الرئيسية كالتالي
بوب شيفرCBS face the nation
تيم رسرNBC meet the press
جورج إستيفانوبليسthis week


كل برنامج منهم بمثابة يوم الحساب لأي مسئول أوقعه حظه العاثر معهم فمثلا لو صدر منه تصريح من تلاتين سنة يناقض مايقوله اليوم يأتوا بالتسجيل صوت وصورة ويواجهونه به وعليه أن يرد وطبعا كل كلمة يقولها محسوبة عليه وستبرز مرة أخري بعد عدة سنوات إذا قال شئ مختلف والأمثلة لاتنتهي علي التأثير الضخم للصحافة علي المجتمع الأمريكي وأشهرها فضيحة واتر جيت والتي أطاحت بنكسون

اليوم الذي يقف فيه صحفي مصري ليسأل مبارك عن وعده الذي أخلفه مرات بعدم التجديد فأعلم أنه أصبح عندنا صحافة محترمة