{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #48
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
[CENTER][صورة: w6w2005042011034630954a8e.jpg]

فيل أصفر

منذ زمن بعيـــــــــــــــــد جدا ،
كانت هناك أفيال صفراء جميلة تعيش فى جزيرة دافئة منعزلة.
كانت أفيالاً طيبة تحب بعضها بعضا,
وربما كانت تحب باقى الحيوانات التى تعيش معها فى الجزيرة
لكنها لم تكن تتعامل معها أبدا .
كانت الأفيال الصفراء تعتقد أنها أذكى وأقوى وأجمل الكائنات ،
وأنها ليست فى حاجة لغيرها من سكان الجزيرة كالعصافير
أو القطط أو الفئران أو حتى الغزلان الجميلة والقرود الذكية.
لم تكن تتعامل مع أحد لأنها كانت تعتقد أنها لا تحتاج لأحد
حتى لتلك الأفيال ذات اللون الرمادى الأقل جمالا .
وسط قطيع الأفيال الصفراء الضخمة كان يعيش فينو الفيل الأصفر الصغير.
فينو لم يفهم أبدا لماذا لا تتعامل الأفيال الصفراء
مع غيرها من الحيوانات فى الجزيرة.
لم يكن هناك ما يدفعه للابتعاد
عن عمل صداقات مع غيره من الحيوانات.
ولم يكن يجد ما يمنعه من أن يلقى التحية على أحد القرود
أو يرد تحية عصفور ما ،
أو يسقط غصن لسلحفاة ترغب فى تناول طعامها ولا تطول الأشجار,
أو أن يتمشى مع فيل من الأفيال ذات اللون الرمادى
التى كان يراها لا تقل جمالا عن الأفيال الصفراء .
لذا
كان فينو يختلف عن باقى أقربائه من الأفيال الصفراء ،
كان محبوبا فى الغابة ،
وكان معروفا بحبه للجولات على سطح الجزيرة
وترحيبه بمصاحبة أى حيوان آخر فى جولاته الصباحية تلك.
ولأن فينو يحب مغادرة هضبة الأفيال الصفراء بين حين وآخر
ويحب التجوال فى جزيرته الجميلة أصبح يعرف كل مكان فى الجزيرة ،
كل وادٍ ،كل كهف وكل جبل وكل مسقط ماء ،
أما باقى زملائه وأقربائه من الأفيال الصفراء
فكانوا لا يغادرون هضبتهم التى سميت الهضبة الصفراء أبدا ولأى سبب كان .
تسببت جولات فينو فى أنحاء الجزيرة فى سخط الأفيال الصفراء عليه
واتهامه بأنه يسىء لهيبة الأفيال الصفراء.
وفى يوم ما انعقدت محكمة الأفيال
وقررت أن يقاطع كل الأفيال من افراد الهضبة الصفراء فينو الصغير
وأصدروا قراراً بمنع تعامل كل جماعة الأفيال الصفراء معه .
خرج فينو من المحاكمة حزينا لهذا الحكم الظالم,
وأخذ يمشى وهو يفكر فى مصيره بعد أن أصبح منبوذا من أهله الفيلة الصفراء.
انقضى اليوم وهو يتمشى حزينا.
وعند هبوط الليل وجد أن الجو قد أصبح بارداً جداً ،
فى هذه اللحظة فقط تذكر الأحداث الغريبة التى تحدث للجزيرة هذه الأيام ،
وطقسها الذى يتبدل من الدفء للبرودة,
إنه نفس ما حدث فى الشتاء الماضى لكنه يزداد برودة هذا الشتاء.
تذكر أيضا أن قمم الجبال قد اكتست ببعض الثلوج فى الليالى الماضية
وأنه لاحظ أن الحيوانات تحاول البحث عن أماكن أكثر دفئا
لتبقى فيها اذا ما حدث وازدادت البرودة ،
حتى هو نفسه كان قد وجد كهفا فى الصباح
وغادره ليقوم بتحذير الأفيال الصفراء
ونصحهم بضرورة البحث عن مبيت احتياطى ،
لأن نومهم فوق الهضبة لن يكون مناسبا فى هذا الجو البارد,
لكنهم لم يسمعوه,
كانوا مشغولين بقضية تعامله مع الحيوانات الأقل قيمة فى الغابة
وجريمة قيامه بجولاته الصباحية فى انحاء الجزيرة كلها .
وبينما كان فينو يسترجع كل تلك الأفكار فى رأسه
شعر بالبرودة الشديدة ،
وأحس بقطع الثلح البيضاء وهى تتساقط على ظهره العريض
وتتسبب فى قشعريرة تنتشر فى جسده كله.
ارتعش الفيل ونظر حوله فوجد كل الحيوانات تجرى وتختبئ
ما عدا الأفيال الصفراء.
وقف الفيل يحذرها كثيرا ورجاها أن تبحث عن مخبأ،
ثم تركها وجرى ليختبئ فى كهفه
الذى وجده فى الصباح بين الأشجار الكثيفة .
بعد أن أصبح الفيل فى أمان
وشعر ببعض الدفء بعيدا عن الصقيع فى الخارج ،
أخذ يفكر فيما يحدث وكيف تحولت الجزيرة الدافئة ذات الشمس الساطعة
فى الاعوام الثلاثة الماضية إلى جزيرة تغطيها الثلوج وتعمها البرودة القارصة ،
كان يفكر .. فيما ياترى قد حدث لباقى حيوانات الجزيرة فى الخارج ،
كان يتمنى لو يخرج ليعرف ماذا حدث لباقى الحيوانات ،
لكن الجو بالخارج كان شديد البرودة ،
فكر فى أسرته الكبيرة من الأفيال الصفراء وما قد يحدث لها ،
كان يتساءل ما الذى كان يبقيها متجمعة هكذا لا تتحرك
ولا تبحث عن مكان تختبئ فيه،
دعا الله أن تكون قد تحركت فى الوقت المناسب
ووجدت مكاناً لتختبئ ،
وتمنى لو كان الوقت قد اتسع ليتغلب على عنادهم
ويتمكن من ارشادهم لمكان من الأماكن الكثيرة
التى يعرف أنها تصلح للاختباء فى الجزيرة ,
وتمنى لو كان بعضهم قد وافق أن يأتى معه إلى هذا الكهف .
فكر أن يخرج للحاق بهم والاطمئنان عليهم,
ولكن الثلوج كانت قد هطلت بشدة
وغطت مدخل الكهف والأشجار التى تحيط به
وتركت فينو محبوساً فى الداخل.
مرت ثلاثة أيام وفينو محبوس فى الداخل لا يعرف كيف يخرج,
وبينما كان يعانى من اليأس والبرودة ويبكى ويفكر ويقول لنفسه
إنه سيموت محبوسا بالداخل
سقط أمامه من اعلى الكهف فأر صغير يرتعش ،
تعرف عليه فينو فى الحال,لقد تقابلا من قبل,
إنه الفأر دندن.
تحرك فينو فى اتجاهه,
وقف أمامه وأخذ ينفخ فيه بخرطومه ليدفئه
وبالتدريج استعاد دندن وعيه .
اتفق فينو ودندن أن يتقاسما المخبأ,
وكان أهم ما يشغلهما أن يعرفا أحوال الجزيرة فى الخارج.
تعاونا على حفر نفق صغير ليستطلعا أحوال الجزيرة
ويبحثا عمن يساعدهما ليزيحا أكوام الثلج من أمام باب المخبأ.
ذهب الفأر ليستطلع, لكنه عاد سريعا يرتعش من البرد
ويؤكد أن البرد بالخارج لا يحتمل وأن الكهف شديد الدفء بالنسبة للخارج .
تعاون فينو ودندن ليتمكنا من الحياة داخل كهف الأغصان.
اقتصدا فى تناول الطعام فكانا يأكلان القليل من الأغصان
التى احتجزها الثلج عند مدخل الكهف وحافظا على بعض من الاغصان الجافة
بعيدا عن الرطوبة فى أعلى الكهف.
كانا يحاولان تدفئة نفسيهما ببعض الحركة فى النهار,
وفى الليالى عندما تزداد البرودة كانا يجلسان ويشعلان بعض الأغصان الجافة
ويجمعان بحرص قطرات الماء التى تذوب من حرارة الحطب المشتعل
فى حفرة صخرية بالكهف ليشربا منها فى اليوم التالى.
وبعد جمع الماء كان يتسليا بحكى الحواديت.
كل منهما حكى للآخر .
دندن حكى عن زوجته التى تنتظر أطفالا جددا وعن طفليه الصغيرين
والحفرة التى تواعدوا على المبيت فيها لتحميهم من البرد
وكيف أنه كان فى طريقه إليهم عندما هطلت كل تلك الكميات من الثلج
مما شل حركته ودفعه للالتجاء لهذا الكهف, وكيف كان سيموت
لولا أنفاس فينو التى بثت الدفء فى الكهف وانقذته من الموت.
تمنى دندن أن تكون أسرته بخير.
وحكى فينو عن قبيلته من الفيلة الصفراء
وطيبتهم رغم حبهم للانعزال وقوانينهم الصارمة التى لا تعرف الرحمة .
وكانا عندما يغلبهما النعاس ينامان حتى يشعرا ببعض الدفء فى الصباح
فيصحيان من جديد.
فى يوم لاحظ الفأر أن الثلوج أصبحت أكثر هشاشة والجو أكثر دفئاً.
وبعد عدة أيام بدأت الثلوج تذوب وتتلاشى وباب الكهف ينفتح شيئا فشيئاً.
خرج الصديقان إلى الغابة
ليشاهدا الشمس لأول مرة منذ شهور,
وكانت باقى حيوانات الجزيرة قد بدأت تخرج للغابة هى الأخرى.
كان الجميع سعداء وكل واحد يبحث عن باقى أصدقائه.
وجد دندن أسرته, زوجته وطفليه,ووجد أن زوجته قد أنجبت ثلاثة أطفال
وجدهم فى الحفرة العميقة التى كانوا يختبئون فيها
وقد عرَفهم جميعا على صديقه الجديد فينو.
بحث فينو عن باقى قبيلته لكنه لم يجدهم أبدا .
قال البعض إنهم تجمدوا, وقال البعض إنهم غرقوا ،
لكن الحقيقة ظلت غير معروفة ،
فلقد ضل وهلك كثيرون فى هذا الشتاء السىء .
وللأسف,منذ ذلك الوقت لم يعد هناك أفيال صفراء.
لقد تحولوا لمجرد ذكرى فى ذهن فينو.
وبعد أعوام طويلة كان العجائز من أفراد الغابة يحكون للصغار
عن أنه فى يوم من الأيام كان هناك فيل أصفر طيب
يحب الجميع ويساعد الجميع,
لكن الصغار كانوا يعتقدون أن هذه الحكاية ماهى إلا حكاية خرافية
فلا يمكن أن يوجد أفيال صفراء.
الأفيال لونها رمادى ..
رمادى فقط !
كيف يمكن أن يوجد فيل أصفر صغير ؟


[صورة: w6w_w6w_200504252156159d70ada6.gif][/CENTER]
05-08-2006, 10:47 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بواسطة -ليلى- - 05-08-2006, 10:47 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النفق (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 602 12-24-2013, 03:49 PM
آخر رد: رائد قاسم
  اشباح النهار ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 603 12-11-2013, 11:23 AM
آخر رد: رائد قاسم
  شقشقه ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 581 11-14-2013, 11:34 PM
آخر رد: رائد قاسم
  الرؤيا (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 668 03-28-2013, 02:48 PM
آخر رد: رائد قاسم
  قصاص قصة قصيرة حمادي بلخشين 0 918 12-02-2012, 01:42 PM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS