تحياتي أيضاً مستر كامل،
أود في البداية أن أذكر بأنني أشعر في الواقع بأن الموضوع أخذ حقه من البحث، ولا يوجد لدي الكثير بعد لأضيفه. أرى بأن النقاط ذاتها بدأت تتكرر. وأخاف أن يصير الأمر مملاً للإخوة القراء. لكن مع ذلك (وفقط بسبب تقديري المميز لك) سأحاول أن أذهب بالموضوع أبعد.
يبقى لديّ أمر أساسي لأشدد عليه وهو تجنبك في كل مرة التعليق على شهادة بطرس ذاته في رسالته الثانية 3 : 15 " كما كتب اليكم
اخونا الحبيب بولس ايضا بحسب الحكمة المعطاة له". فإن كان بولس مقاوماً للإخوة؛ هل كان بطرس سيعطي تلك الشهادة الإيجابية عنه؟
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
أذا كانت معناها لا تجرم فدعنا نقرنها ب " وأحب قريبك كنفسك" , وطبعا أنت لا تحتاج ان أعرف لك من هو القريب!
فهل أحب بولس قريبه كنفسه فى هذه الحالة ؟!
في العهد القديم طالب الله بإعدام الذين يسعون لترويج عبادات مقاومة لحقه. وبنفس الوقت طالبهم بمحبته ومحبة القريب. فكيف برأيك يمكن التوفيق بين الأمرين؟
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
اذا كان الله يقبل التائبين, فلماذا لم يمنحهم بولس فرصة للتوبة ؟؟!!
وأيضا ان الله يقبل التائبين ولكن لا يجعلهم أنبياء !
فبولس لم يمر حتى بمرحلة الايمان بل انتقل مباشرة الى النبوة !!!!؟؟؟؟!!!!
"لم يمر في مرحلة الإيمان"، هذا استنتاج خاطئ. فبولس كان أحد أكثر الغيورين على عبادة الله (غلاطية 1 : 14). كما وأنه كان أحد تلامذة أبرز معلم ديني يهودي لذلك العصر، غمالائيل (أعمال الرسل 5 : 34 و 22 : 3). وكان كل ما يلزمه فقط أن يؤمن بأن يسوعاً هو مسيح الله المنبأ عنه سابقاً.
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
لقد كان قتلا خطأ ولم يكن متعمدا أبدا ... بدليل ندمه ... أما بولس فكان يتلذذ بالقتل!
"كان قتلاً خطأ"، هذا تحليلك أنت للأمر. ومع ذلك فهذا لا ينفي بطشه الذي حضرتك تعترف به! فقد ارتكب قتلاً! فهل كان موسى برأيك شجرة رديئة؟
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
اذا كان الوضع هكذا فلماذا انكره تلاميذ اورشليم مع أن ممثلهم -حنانيا- قد قام بتلمذته و صحبته لمدة ثلاث سنوات!
أعتقد ان المنطقى أن يرسل حنانيا للتلاميذ (الادارة) فى اورشليم كى يعرفهم ببولس , ولكن كون انكار التلاميذ له و تبنى برنابا له - يلقى بظلال كثيفة من الشك على موضوع حنانيا ...
لم ينكره التلاميذ في أورشليم. لقد كانوا حذرين نوعاً ما بسبب ماضيه المعروف. وهذا ينطبق على العائلات وليس الرسل الـ 12 . ولا شك بأنه شعور طبيعي حتى ولو كان فيه توصية من قِبَل حنانيا. فالأمر كان بالنسبة لهم لا يزال بحاجة إلى أدلة تؤكد لهم بأن القضية لم تكن خطة تجسس.
دعني بالمناسبة أعيدك لحالة مشابهة تثبت لك بأن حالة حذر كهذه ليست إلاّ شعوراً طبيعياً عند الإنسان، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنساء والأولاد:
سنعود الآن إلى يعقوب بن اسحق (حفيد ابرهيم)، الذي اضطر للهرب من أخيه عيسو لمدة زادت على 20 عاماً. بعد تلك المدة الطويلة يأتيه الأمر من يهوه الله ذاته بأن يعود إلى أرض ميلاده:
اقتباس:" 31: 13 انا اله بيت ايل حيث مسحت عمودا حيث نذرت لي نذرا الان قم اخرج من هذه الارض وارجع الى ارض ميلادك – تكوين 31 : 13.
http://st-takla.org/pub_oldtest/01_gen.html
فما رأيك، هل هنالك بعد أي سبب للخوف أو للحذر من أخيه بأن يسيء إليه إن كان الله ذاته قد أعطاه التأكيد والضمانة والأمر بأن يعود؟
حسناً، وبالرغم من ضمانة الله له نجده لا يزال يمارس الحذر الأقصى:
[QUOTE]" 32: 7 فخاف يعقوب جدا وضاق به الامر فقسم القوم الذين معه والغنم و البقر والجمال الى جيشين
32: 8 وقال ان جاء عيسو الى الجيش الواحد وضربه يكون الجيش الباقي ناجيا"
– تكوين 32 : 7 و 8.
فهل يمكن برأيك الثقة بحنانيا وتأكيده (في قضية بولس) أكثر من الله ذاته في قضية يعقوب؟ وهل كان يعقوب يشك في تأكيد الله وأمره له بالعودة؟
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
لا يا عزيزى الوضع هنا مختلف , فبولس لم يكن لديه وسيلة للهروب او الكذب فهنا لا يستطيع بعد كل هذه المدة ألطويلة أن يكذب فالانكار هنا سيكون عديم الفائدة ... أما فى البدايات فالموضوع سهل جدا كما نرى فى التالى :
عندما خاف من الجلد قال: "أيجوز لكم أن تجلدوا إنساناً رومانياً" (أعمال22/25).
و كان هذا فى البدايات وكان من السهل الخروج من المأزق ...
يا عزيزي، الإقتباس الذي ذكرته لك من كورنثوس الثانية 11 : 23 – 29 عن معاناة بولس لم تكن فقط في أواخر فترة شهادته. لقد شملت كامل سني نشاطه اعتباراً من اللحظة التي فيها اهتدى إلى المسيحية.
أما من ناحية عبارته "أيجوز لكم أن تجلدوا إنساناً رومانياً"؛ فالأمر طبيعي أن تحاول تجنب السوء عندما تجد وسيلة لذلك. المسيحيون لا يفتشون على من يضربهم. فهم ليسوا مازوشيين! فبولس استغل هنا أحد الجوانب في حياته ليستعمله كمنفذ. لقد كان بالولادة من جنسية رومانية (طرسوس). ولذلك، قانونياً، كانوا سيعرضون نفسهم لمآزق مع السلطة الرومانية إذا جلدوه.
أيضاً هنا أذكـّرك بحالة داود ذاته الذي استعمل وسيلة فريدة من أجل خلاص نفسه:
اقتباس:" 21: 12 فوضع داود هذا الكلام في قلبه وخاف جدا من اخيش ملك جت
21: 13 فغير عقله في اعينهم وتظاهر بالجنون بين ايديهم واخذ يخربش على مصاريع الباب و يسيل ريقه على لحيته
21: 14 فقال اخيش لعبيده هوذا ترون الرجل مجنونا فلماذا تاتون به الي"
– 1صموئيل 21 : 12 – 14.
http://st-takla.org/pub_oldtest/09_sam1.html
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
عزيزى الكلام غير مقنع أبدا لأن الرسالة واضحة وأسلوبها هجومى ولاحظ هنا انه يتحدث عن شيخ الحواريين (بطرس) , وليست هذه هى الرسالة الوحيدة التى يهاجم فيها التلاميذ ولكن هناك العديد ودعنا هنا نحاول تلخيص موقفه وموقف التلاميذ منه ومن تبديلاته لدين المسيح كالتالى وسأضع لك نفس كلمات غلاطية من ضمنها حتى تستطيع الحكم بطريقة أكثر شمولية :
يقول بولس وهو ينقل لنا ردود أفعال التلاميذ: " فإن هؤلاء المعتبرين لم يشيروا علي بشيء بالعكس، إذ رأوا أني اؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان..أعطوني برنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم للختان.. و هذا عينه ما كنت اعتنيت أن أفعله" (غلاطية 2/7-10).
ثم يسجل بولس في رسائله آراء تلاميذ المسيح والمسيحيين في مبادئه الجديدة ودعوته فيقول: "جميع الذين في آسيا ارتدوا عني" (تيموثاوس (2)1/15)، وقد انفض عنه الجميع ،لذا يستنجد بتيموثاوس فيقول:"بادر أن تجيء إلي سريعاً، لأن ديماس قد تركني، إذ أحب العالم الحاضر، وذهب إلى تسالونيكي…لوقا وحده معي، اسكندر النحاس أظهر لي شروراً كثيرة، ليجازه الرب حسب أعماله، فاحتفظ منه أنت أيضاً، لأنه قاوم أقوالنا جداً، في اجتماعي الأول لم يحضر أحد معي، بل الجميع تركوني" (تيموثاوس(2) 4/9-16)، " لما خرجت من مكدونية لم تشاركني كنيسة واحدة في حساب العطاء والأخذ" (فيلبي 4/15).
ويحذر بولس أنصاره من التلاميذ فيقول:" كونوا متمثلين بي،…لأن كثيرين يسيرون ممن كنت أذكرهم لكم مراراً، والآن أذكرهم أيضاً باكياً وهم أعداء صلب المسيح، الذين نهايتهم الهلاك، الذين إلههم بطونهم، ومجدهم في خزيهم…" (فيلبي3/17-19).
و في أنحاء متفرقة من رسائله يتحدث عن أولئك الرافضين لدعوته من غير أن يسميهم، فيقول في بعض ما تمتلئ به رسائله موصياً تيموثاوس:
"طلبت إليك أن تمكث في أفسس، إذ كنت أنا ذاهباً إلى مكدونية، لكي توصي قوماً أن لا يعلموا تعليماً آخر، ولا يصغوا إلى خرافات وأنساب لا حد لها، تسبب مباحث دون بنيان الله في الإيمان" (تيموثاوس(1) 1/3-5)، ويقول:"إن أحد يعلم تعليماً آخر، لا يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح الصحيحة، والتعليم الذي هو حسب التقوى فقد تصلف، وهو لا يفهم شيئاً، بل هو متعلل بمباحثات وممحاكات الكلام التي منها يحصل الحسد والخصام والافتراء والظنون المروجة، ومنازعات أناس فاسدي الذهن عادمي الحق، يظنون أن التقوى تجارة تجذب مثل هؤلاء" (تيموثاوس(1) 6/3-5)، " انظروا الكلاب…انظروا فعلة الشر…"(فيلبي3/12).
وعلى هذا المنوال تمتلئ رسائله بالهجوم على معارضيه من النصارى، فيتهمهم بسائر أنواع التهم من كفر ونفاق و… (انظر كولوسي 4/10-11، فيلبي2/19-31، تيطس 1/9-11، تيموثاوس (1) 1/3-7، 6/20-34، 2/23، ..).
و يقول عن التلاميذ: " لكن بسبب الإخوة الكذبة، المدخلين خفية، الذين دخلوا اختلاساً ليتجسسوا حريتنا التي لنا في المسيح كي يستعبدونا، الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة.." (غلاطية 2/4-5) ومما يؤكد أن قصده التلاميذ قوله: " الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة".
وينال بولس من بعض تلاميذ المسيح الذين يقول عنهم المسيح: " ليس أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم وأقمتكم، لتذهبوا وتأتوا بثمر، ويدوم ثمركم". (يوحنا 15/16)، لكن بولس ومدرسته لم تبق لهم ثمراً ولم تخلد لهم فكرا ولا كتباً فيما سوى بعض الصفحات القليلة.
لكن بولس يتهم بطرس بالرياء فيقول: " لما أتى بطرس إلى أنطاكية قاومته مواجهة، لأنه كان ملوماً…،راءى معه باقي اليهود أيضا، حتى إن برنابا انقاد إلى ريائهم، لكن لما رأيت أنهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الإنجيل قلت لبطرس قدام الجميع: إن كنت وأنت يهودي تعيش أممياً لا يهودياً ! فلماذا تلزم الأمم أن يتهوّدوا …" (غلاطية 2/11-14).
و يقول مندداً ومحذراً من أولئك الذين تركوا دعوته: "وأما الأقوال الباطلة الدنسة فاجتنبها، الذين ينصرفون إلى أكثر فجور…الذين منهم هيمينايس وفيليتس الذين زاغا عن الحق" (تيموثاوس(2)2/16).
فهل شاركوه التغير والتبديل؟
يا عزيزي أنت تخلط هنا. ويظهر لي بوضوح بأنك تواجه صعوبة في التمييز بين تحدث بولس عن الإخوة الكذبة الذين قاوموه؛ وأولئك المشايخ الإداريين والأولياء لهم وللعبادة الحقة. لقد كان ولا يزال بودّي أن تعيد قراءة المداخلة 51 والتي أوضحت لك فيها بأمثلة وآيات بأن بطرس ويوحنا كانوا أيضاً يعانون مثله من تسرب ذلك النوع من الإخوة الكذبة إلى الجماعة بهدف جرّ التلاميذ وراءهم. حتى أن بطرس ميّز بينهم وبين "أخونا الحبيب بولس" يا رجل! فهل تريد أن تلصق ببولس تلك التهمة "بالزور"؟
أما قضية تأنيب بولس لبطرس في إحدى المناسبات؛ فلم تكن سوى نتيجة لخطأ في الحكم ارتكبه بطرس. وهذا لم يكن خلافاً عقائدياً في الرسالة المسيحية، ولا حرباً من بولس على التلاميذ الأولياء. إنه خطأ تصرف شخصي. "وجلّ من لا يخطئ"ّ
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
و يرفض المحققون ما جاء في أعمال الرسل في تحرير سبب الخصام بين برنابا وبولس، ويرونه محاولة لإخفاء السبب الحقيقي، وهو الذي ذكره برنابا في إنجيله.
يا حبيبي، المحققون هم آخر همّي، وهم ليسوا من سأسمح لهم بالتدخل في منطقي وطريقتي الشخصية لفهم الأمور. هذا رأيهم هم، وأنا لي رأيي لنفسي. فبولس هنا كان صارماً جداً في رفضه اصطحاب مرقس معهم لأنه كان ينظر إلى تلك المهمة بجدية كبيرة. إن من يرافقهم في الخدمة الإرسالية تلك كان يجب أن يملك صفاتاً تعكس قدرته على حمل ثقلها ومسؤوليتها. ففراق مرقس لهما في المرة السابقة (سنة 49 م) بدون إكماله للمهمة خيب أمل بولس، وجعله يشعر بأن مرقس غير قادر على مسؤولية بذلك الثقل. ولذلك من الأفضل عدم اصطحابه. يعني إن رافقهم مرقس، وبعد فترة ما بدأ يتذمر من أتعابه وهبوط معنوياته؛ سيؤدي ذلك إلى انشغالهم به هو بدلاً من التفرغ للنشاطات المسيحية.
أما قبول بولس وطلبه لحضور مرقس فيما بعد فكان لمسؤوليات أصغر. وهذا كان دليلاً لمرقس بأن بولس كان لا يزال يحتفظ بمحبته له وثقته به (كولوسي 4 : 10).
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
إذن نستطيع القول بأن تلاميذ المسيح قد عارضوا دعوة بولس وقفوا في وجهها، ودليل ذلك اختفاء ذكرهم عن عالم المسيحية بعد ظهور بولس، فقد اختفت كتاباتهم وحوربت، ولم ينج منها إلا إنجيل برنابا ورسالة يعقوب المضمنة في رسائل العهد الجديد والتي تمتلئ بمخالفة بولس وخاصة في مسألة الفداء.
كما اختفى ذكر الحواريين والتلاميذ من أعمال الرسل إلا قليلاً
صمت سفر أعمال الرسل عن الحديث عن بعض الرسل في مرحلة ما لا يدل على وجود خلاف. علينا أن لا ننسى بأن لوقا كاتب السفر كان مرافقاً لبولس في العديد من نشاطاته. ولذلك فهو شيء طبيعي أن يجعله مركزاً ومحوراً للحديث. أما صمت السفر عن ذكر برنابا بعد الإصحاح 15 فلا يدل على تهميشه، إذ لدينا عدة دلائل على ذكر بولس اسمه عدة مرات بعد ذلك التاريخ في رسائله:
- خلاف بولس وبرنابا في قضية مرقس: سنة 49 ميلادية.
- ذكر بولس إسم برنابا في غلاطية 2 : 1 و 9 و 13 ما بين 50 – 52 ميلادية.
- ذكر بولس إسم برنابا في 1كورنثوس 9 : 6 سنة 55 ميلادية.
- ذكر بولس إسم برنابا في كولوسي 4 : 10 حوالي سنة 60/61 ميلادية.
اقتباس: مستر كامل كتب/كتبت
فلا نكاد نعرف شيئاً عن هؤلاء الذين أرسلهم المسيح وعن دعوتهم سوى ما نقل إلينا لوقا عن مقاومة أهل أنطاكية لتبشير بطرس المخالف لبولس،
هل يمكنك أن تذكر لي الدليل، أين الخلاف في التبشير بين بطرس وبولس في أنطاكية؟
يا عزيزي، الخلاف لم يكن في التبشير. لقد كان ارتكاب بطرس لخطأ. فارتكاب الأخطاء الفردية لا يعني انقسام المجتمع المسيحي. فشهادة بطرس الإيجابية عن بولس فيما بعد دلت بكل وضوح على اعترافه بخطئه وبأن طريقهما لا يزال واحداً.
يعني في خاتمة مداخلتي هذه أجد من المناسب إضافة الملاحظة التالية:
لقد حاولت أن أتقمص شخصيتك ومشاعرك مع خلفيتك المسلمة. ووجدت بأنه على الأرجح تلك الخلفية هي التي تصعـّب عليك استيعاب النقطة. فبالنسبة لكم، عندما تذكرون أسماء الأنبياء؛ دائماً تـُبـِعونهم بعبارات مثل "سلام الله عليه"، "صلاة الله عليه"، "رضي الله عنه"، وإلى ما هنالك. هذه عبارات تعكس نظرتكم لأولئك الأشخاص كخارجين عن الطبيعة البشرية ومتميزين بشيء من الألوهية (حتى ولو لم تعترفوا بذلك).
بالنسبة للكتاب المقدس فالأمر مختلف كلياً! فلا حاجة لذكر تلك العبارات. والكتاب المقدس يعتبر حتى الأنبياء كأشخاص عاديين مثلي ومثلك. فهم يسعلون ويعطسون وينامون ويتعبون وينرفزون ويغضبون ويحزنون ويفرحون ويختلفون ويتفقون و .. و .. الخ. لا يوجد فيهم أي صبغة للألوهية أو التقديس. تصور أنه حتى موسى ذاته كان عرضة للغضب الذي أدى في النهاية إلى حرمانه من دخول أرض الموعد. داود ارتكب عملية زنى مرفقة بالقتل أدت إلى دفعه الثمن بقية أيام حياته. فكلهم بشر مثلي ومثلك يا عزيزي.
وبالنسبة لخلاف بولس مع برنابا، لم يكن ذلك إلاّ نتيجة الخضوع للطبيعة البشرية مع إيجابياتها وسلبياتها. وكذا الأمر مع تأنيب بولس لبطرس عندما شعر بشيء من الحرج لوجوده جالساً مع إخوة أمميين. فكل تلك الخلافات أو إختلافات التفضيلات أو الشخصية لم تؤثر هلى جوهر الرسالة المسيحية ولا على الهدف منها. ولم تكن سبباً في أي انقسام آنذاك. لقد سارت بوحدة ثابتة بالرغم من كل الضغوط الآتية من إخوة كذبة.
مع أطيب تمنياتي!