جاء تحت مادة شطن في معجم لسان العرب ما يلي:
شطن: بَعُدَ، وأشطنه أبعده، وفي الحديث: كل هوى شاطن في النار.

الشاطن: البعيد عن الحق.
وشطنت الدار تشطن شطوناً: بعدت.
ونية شطون: بعيدة
والشطين: البعيد
وقيل الشيطان: فعلان من شاط يشيط إذا أهلك واحترق.
وقوله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) كأنه رؤوس الحيات، فإن العرب تسمي بعض الحيات شيطاناً.

وجاء في محيط المحيط:
....سمي الشيطان شيطاناً لبعده عن الحق وتمرده
والشيطان كل عات متمرد من إنس أو جن أو دابة
وقيل هو من شطن: وهو البعيد عن الرحمة ومعناه الهالك.

وجاء في المنجد:
شطنه شطناً: خالفه عن نيته و وجهته، وأبعده.
شطن في الأرض: دخل.
وشطن الرجل: بعد عن الحق وغيره.
الشاطن: الرجل الخبيث، البعيد عن الحق.

جاء البيان في هذه المراجع اللغوية الشهيرة ليبين أن لفظة (الشيطان) تنطبق على كل عات ومتمرد ومهلك وهالك وحارق وملتهب سواءً من الأنس أو الجن أو الدواب والمخلوقات المهلكة كالحية والثعبان....الخ.

نأتي إلى أحاديث الرسول الكريم فيما يتعلق بالشيطان لنكتشف إكتشافاً مذهلاً:

1- ((يا أبا هريرة قلٍّم أظافرك فإن الشيطان يعقد على ما طال منها)) رواه أحمد

وهكذا نرى - إذا أخذنا الفهم المقلوب لبعضهم - أن الشيطان الذليل يعقد مع الأقذار المتجمعة على الأظافر الطويلة للإنسان وهو يرتجف خوفاً وهلعاً من سطوة المقص إذا ما جاء ليلقي بعرشه إلى سلة المهملات ثم إلى مصيره المحتوم في حاوية الزبالة!!!!

2- ((إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه)). صحيح مسلم

إذن فالشيطان يبيت في أنوف الناس يفترش مخاطها ويتدفأ بهواء الشهيق والزفير الداخل والخارج من فتحة المنخرين، والويل للشيطان حين يقوم الإنسان صباحاً بتنظيف أنفه والاستنثار ثلاثاً، لأنه بهذا العمل سيخرج الشيطان من أنفه ساقطاً مدحوراً مع المخاط والماء ويصير إلى مصيره المرعب الخانق في البالوعة والمجاري!!!!

3- ((إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل)) صحيح مسلم.

وهكذا كلما تثاءب إنسان دخل الشيطان إلى فمه ليستمتع عبق أنفاس ونخر سوس أسنان الإنسان ويسبح في لعابه منتعشاً. ولكن ماذا يكون مصير هذا الشيطان إن بصق هذا المتثاءب؟؟؟!!!

البيان:

لأن النظافة من الإيمان، وكي نحمي أنفسنا من أخطار الجراثيم والميكروبات والأوبئة، فقد بين لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الجراثيم والميكروبات التي تسبب الأمراض بما تحدث في الجسم من تسممات والتهابات إنما تعقد مع الأقذار على الأظافر الطويلة للإنسان، وهي شيطان لأنها تسبب التهابات وأمراض مهلكة تنتشر عن طريق التلوث على شكل أوبئة فتاكة مهلكة للناس.
وذلك ينطبق أيضاً على باقي الأحاديث المذكور بأعلاه. وفي هذا يكون سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رائداً في التعليم الصحي للمجتمع الإنساني، وذلك قبل اكتشاف الميكروبات والجراثيم وإمكانية رؤيتها بالمجاهر الإلكترونية.

سلام