بسم الله الرحمن الرحيم

قديماً قال الشاعر:
"لو كل كلب عوى ألقمته حجراً -- لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ"

هل يستحق مقال كرأس هذا الموضوع إلا أن يهمل ويسقط في قعر المنتدى؟ وهل كل مقال كتب في هذا المنتدى يستحق إجابات مسهبة ومشرعة وانزلاق في الكبر وأذية للفلسطينيين وأهل الشام بمجملهم؟

الملك عبد الله لم يقل كلاماً من العصر الطباشيري كما يدعي رأس الموضوع بل قال كلاماً يهم أهل بلده ويؤذيهم حصوله - وهو نشر صور نساء متبرجات سعوديات - فضلاً عن أن يكنَّ مسلمات - على صفحات الجرائد والمجلات - ولا أحد - في السعودية على الأقل - يحب ذلك لأهله - والشكر للعزيز "بريق" وفي كلامه الكفاية وفيه ما يجبر القلب ويشفي الصدر

هم يريدون خطيباً مفوهاً كالحجاج يحزمهم حزم السلمة ويضربهم ضرب غرائب الإبل حتى يسموه الأب القائد وحبيب الشعب - يريدون من يسوقهم كالأغنام إلى إعادة انتخابه وتجديد استعباده لهم - يريدون بوقاً يصم آذانهم ويملأ بالرعب قلوبهم وبالشلل نفوسهم

يكفي الملك عبد الله كرماًَ ولطفاً أنه لا توجد في بلاده وزارة إعلام تسيج عقول الناس بسياج من الشوك وتجعل من الصحف المنشورة في بلاده زرائب معنوية لا يسمح فيها إلا بعلف من لون واحد للقطيع - يكفيه أنه يقترح تغيير ما آذاه وحز في صدره ويطلب ذلك بلطف بدون أمر ملكي ولا قانون طوارئ - وبدون أن يغلق الجرائد ويعتقل محرريها

وقد عاب الكفار المعتدين على رسولنا أميته وطيبته - لأن النفوس الذئبية لا تحترم إلا ذئاباً أمثالها - ودافع الله تعالى عنه في القرآن فقال تعالى في سورة التوبة آية 60: "ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم"
يعني يقولون أنه يستمع لكل من يقول له كلاماً ويفترض صدقه ما لم يكن هناك دليل على كذبه - وتلك صفة خير في النبي صلى الله عليه وسلم وهي تصديقه للمؤمنين واستماعه إليهم

وأما الزعتر...
بعض الصحفيين المتكبرين - وأظنه خليجي بدون ذكر من أي دولة - هو الذي اخترع هذه المزحة السمجة - وهي تعريض بالفلسطينيين وفقرهم وأنهم لا يجدون طعاماً إلا الزعتر وليس الكبسة واللحم - وعتبي على الزميل عوليس لترديد كلام لا أظنه يدري خلفيته - فهل تعيب على الفلسطينيين فقرهم؟ وأكلهم الزعتر- بينما أنت - ما شاء الله عليك - تأكل الكافيار؟ بدل أن تحمد الله الذي أنعم عليك ولم يحرمك الكافيار؟

ليس في الفقر - والزعتر - ما يعيب، بل العيب كل العيب في الكبر وغمط الناس وبطر الحق - الفلسطينيون - أكلة الزعتر - سيكونون إن شاء الله سراج هذه الأمة وجذوة مقاومتها التي لا تنطفئ - ولن يعيّروا أحداً بما يأكل ويشرب عندما يفتح الله عليهم وينصرهم كما وعدهم في كتابه في سورة الإسراء. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

أخي العاقل - شكراً لك ولكلامك الذي يشفي الصدور ...

والله متم نوره ...