تحدث الصديق بهجت في موضوعه
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...id=39226&page=6
عن شكل من اشكال الفصام المتمثل في نظرية المؤامرة
إن [QUOTE]خطورة نظرية المؤامرة كونها معطلة لفهم الحقائق بشكل موضوعي ، فهناك دائما أسباب اقتصادية وسياسية وثقافية وفكرية قادت إلى ما نحن فيه .
عندما نتحدث عن نظرية المؤامرة لا نردد تعبيرا عاطفيا غامضا و لكن نتناول منتجا ثقافيا محدد الملامح لعب دائما دورا محوريا في حميع المذاهب الشمولية بدون استثناء تقريبا ، نتذكر الآن كيف كانت نظرية المؤامرة مكونا عضويا في النازية و الشيوعية الستالينية و المكارثية و الخومينية و الناصرية ، هذا المنتج هو أيضا جزء عضوي من الطرح السني الأصولي الذي يعصف بالوعي العربي حاليا ، تنطلق نظرية المؤامرة في الفكر الأصولي من قراءة تراثية ضيقة للصراعات السياسية و الاجتماعية خلال الإفكار النمطية ، و خطورة تلك النظرية أنها لم تعد محصورة فقط في الأصوليين الإسلاميين و لكنها باتت شائعة في غيرهم من العرب أيضا ، نعم ما زال الخطاب العربي - الأصولي بصفة خاصة - مصرا على أن يكتشف جذور «مؤامرة» خفية تلاحق المسلمين / العرب وتلقي بالتهم عليهم جزافا ، وهو أمر بلغ من كثرة تكراره أن اعتقد به ليس العامة فقط بل اعتنقته النخب أيضاً، إن الأصوليين المؤمنين بنظرية المؤامرة يعتقدون أنهم فقط الأذكياء ، ويمكنهم رؤية عناصر المؤامرة الأبدية و التي لا تظهر إلا لهم وحدهم، بينما هي خافية على غيرهم حتى من مواطنهم العرب ، ومما يؤلم الإنسان أن تجد مؤسسات تدعي أنها تحترم نفسها و بلادا تدعى أنها دولة مؤسسات تقوم بحملة لخداع الذات على أعلى المستويات وتمول خطابا جماهيريا يرسخ نظرية المؤامرة بينما هي أول من يعلم كذبه و خداعه .
لا تخلو نظرية المؤامرة من أبعاد نفسية مرضية يمكن تشخيصها كسلوك بارانويدي جماعي ، فالشخص الذي يعاني من البارانويا يتميز بعدم الاستقرار الوجداني و لا يكون قادرا على فهم الآخرين فهو يعيش في عالم مملوء بالشكوك و يوجه هذه الشكوك و الأوهام نحو جماعة عنصرية معينة يجد فيها متنفسا لإحباطاته و فشله ،
وهناك اتحاه قوي لدى علماء النفس الجماعي أن التآمريين (الذين يتبنون نظرية المؤامرة) هم جماعة مصابة بمرض نفسي إجتماعي لا يختلف عن الأمراض النفسية التي تصيب المجتمعات مثل التعصب ، و يميل علماء الطب النفسي إلى دراسة التعصب و التخوف المؤامراتي ضمن الاضطرابات النفسية ، فالبناء اللاشعوري للمتخوف و المتعصب كلاهما يتشابه مع البناء اللاشعوري للباراتويدي كما أشار العالم النفساني ( بلاند ) ،إن التآمريين سواء أفراد أو مجتمعات يظهر عليهم ما يمكن أن نطلق عليه النمط البارانويدي paranoid style وهم أفراد طبيعيون بشكل عام و لكن التعبيرات البارانويدية الموجودة عندهم ما هي إلا وسائل يزيحون خلالها إحباطهم و مشاكهم الداخلية إلى العالم الخارجي ، و يشير العالم النفسي بلوم إلى أن معدلات المرض العقلي تزيد في المجتمعات التي تنتشر فيها نظريات المؤامرة و التعصب ضد الآخر ، وهذا واضح للغاية في مصر خلال العقدين الآخريين ، و لعلنا نتذكر هنا حادث كنيسة الإسكندرية التي قتل فيها شخص بارانويدي
وهو موضوع يتقاطع مع ماطرحه الصديق حمزه
فهل الفصام حالة مرضيه؟ وهل الفصام مرض يصاب به بعضهم فقط؟
وهل ما يسمى بالوعي الزائف يشمل كل مايسمى ايديولوجيا حتى لو اسمت نفسها بعلم العلوم؟ ام ان ذلك ينحصر في الاديان فقط؟ ام ان ذلك يمثل منطق عصر يمتد الى الاف السنين التي انهناها التفجير الذري وعصر الفضاء والاتصال من الترانسزستور الى الانترنيت؟
سؤال ارجو بحثه قبل محاولة الاجابه عنه