عزيزي العميد:

شكرا على حضورك البهيّ هنا و تشجيعك و تأكيداتك. شكرا جزيلا. هيباتيا هي إنسانة فتحت عيني على أشياء كنت أجهلها و ربما لم أكن لو لأعرفها لو لم تتوفر الإنترنت و الموسوعات المتاحة لي و أنا لا أزال بمسقط رأسي مصر.. فالانترنت و العلوم و الكتب التي أتيحت لي في الهجرة فتحت عيني على أشياء كنت أجهلها تماما يا عزيزي. لعلك تتذكر حواراتنا الصوتية؟ أيامها لو قال لي أحد أي شيء عن هيباتيا لاستهجنته و قلت من أين له بهذه المعلومات و لكن الآن أرجع للموسوعة البريطانية و مصادر العلوم الرياضية و الفيزيائية و أعرف المسكوت عنه أمام غطرسة كهنوتية فيها صار الأحبار و الرهبان أرباب فعلا من دون الله في حين أنه لا رب سوى الله. سألتني عن هيباتيا و يمكن أن أقترح لكم قراءة كتاب من كتب سلامة موسى الممتعة و اسم الكتاب هو "حرية الفكر" و ترجع للفصل الخاص بها و عنوانه: "آخر التسامح: يوليان و هيباطية" و ربما قدرت أن أنسخه لك لو اقتضى الأمر ذلك أو حتى أنسخ الكتاب كله لك و أنت تعلم مدى معزّتك و قيمتك عندي، العميد الرجل صاحب الصوت الهاديء الرزين و العاقل.
و اسمح لي، سيديّ، أن أقتبس لكم قليلا من تلخيصي الشخصي و على استعداد لترجمة ما يلزم فهناك ناس أتبناهم و خاصة عندما يتعلق الأمر بإمرأة و فيلسوفة و ضحية الجهل الكهنوتي.





[SIZE=4]شهيدة الشهداء، أميرة العلم، ضحية نزق الكهنوت، هيباتيا

أصدقائي.. هل ما زلتم معي تتابعون؟ إذا، لماذا لا تعقبون و تسمعوني صوتكم الشجي الساحر كي أنشكح بالمزيد من الكتابة إليكم؟
اليوم سوف أحدثكم عن شهيدة جديدة من شهداء الإلحاد تفوق في استشهادها الكثيرون و الكثيرات لأنها استشهدت عن علم لا عن جهل المشعوذين. قديستنا اليوم اسمها هيباتيا. كان ياما كان.. في يوم من الأيام.. في مدينة الإسكندرية.. عروس البحر المتوسط.. كان فيه جامعة.. أنشأها البطالسة و عاشت عدة قرون و ظهر فيها إقليدس صاحب نظريات الهندسية و أرخميدس مخترع الطنبور الذي يستعمل الآن في الري في مصر ( حدش هنا ما يعرفش الطنبوشة ؟! ) و طائفة من العلماء بمصر. في هذه الجامعة و في سنة 414 كان فيه أستاذة تدعى هيباتية. كان عندها 44 سنة و تخصصها دراسة الحكمة و تدريسها. و كانت قد نشأت في بيلت علم و فضل و أبوها ثيون أحد علماء الإسكندرية رباها صغيرة ثم أرسلها تتعلم في بلاد برة .. بعتها لغاية أثينا عشان تكمل علامها و بهذا تستكمل ما ينقصها فلما عادت إلى الإسكندرية أخذت هذه السيدة الإسكندرانية تدرس فلسفة أرسطو و أفلاطون. و كان كل الطلبة الذين يحضرونها يعشقونها لحسن بيانها و للنزاهة التي تتسم بها في عصر كان كله أغراض و سفالات و تعصب. و كان بطرك الإسكندرية في ذلك الوقت رجل يدعى كيرلس اشتهر بشيئين يدلان على روح الزمن أولهما أنه طرد جميع اليهود من الإسكندرية مع أنهم كانوا دعائم عمارتها. و الثاني أنه ألف كتاباً يسب فيه جوليان الإمبراطور المرتد. و تالت حاجة في عمايله السودة المتهببة هي تدبيره قتل هيباتية و محو العلم من الإسكندرية. بطرك و يقتل؟؟؟!!! أيوة.. بتحصل أحيانا! فقد خاف كيرلس تأثير الحكمة اليونانية في النفوس و رأى أن بقاء الجامعة يكون بمثابة استحياء البذرة التي تنبت يوماً دوحةً كبيرةً قد تقضي على ما حولها من الأعشاب. فقر رأيه على إلغاء الجامعة و في أحد الأيام و هيباتية قاعدة تحادث الطلبة تعلمهم و إذا بعشرات من الرهبان يتوافدون عليها و يقبلون كل ما يلاقونه رأساً على عقب. ثم قبضوا عليها و جروها إلى أحد شوارع الإسكندرية ثم مزقوها أشلاء التهمتها الكلاب الجائعة. و هكذا كان مصير الحكمة إلى الكلاب على يد كيرلس بطرك الإسكندرية في سنة 415 م. و حق لفم الذهب، القديس يوحنا ذهبي الفم، أبو لسان طويل، حبيب الكنيسة و بطرك القسطنطينية أن يفخر في القرن الرابع بأن جميع الكتب الوثنية قد زالت من الوجود.. و لما لا تزول إن كان هذا هو الأسلوب المتبع مع هيباتية هو ما نال غيرها حتما؟؟؟!!!

- هذه هي المواقع التي تعجبني في الحديث عن هيباتيا التي يتحرق قلبي كلما تذكرت سيرتها و لا أجد الدموع حتى أبكيها مما فعله بها هؤلاء الغوغاء....
http://penelope.uchicago.edu/~grout/encycl...sm/hypatia.html

http://hypatia.ucsd.edu/~kl/hypatia.html

http://dosxx.colorado.edu/~bagenal/1010/SE...eAstronomy.html

http://www.math.utah.edu/~alfeld/Hypatia.html

http://www.iupress.indiana.edu/catalog/ind...p?cPath=519_580