عزيزي دينا،

نحن بأجمعنا وُلِدنا وبنا آفة

آفة أسموها "إبلع"

ولكننا مع اكتسابنا بعض العلم والقليل من الثقافة، بتنا نعرف آفتنا ورحنا نبحث عن السبل للتخلص منها

لكننا اكتشفنا آفة أخرى لقوننا إياها مع حروف الأبجدية

آفة اسمها "إن تكلَّمتَ فلنْ تنمْ"

(وكما قلتِ أعلاه:
وإن كنت لبيبا فستفهم

وإن لم تفهم فهذا ماأريده لأني لاأريد أن يفهم كلامي إلا اللبيب

وإن كنت لبيبا ولم تفهم، فهذا أفضل ماقد يحدث)

ورحنا نحاول أن نتغلب على الآفتين معا

وهنا على الإنترنت، وفي باحات حرم المنتديات، اعتقدنا أننا وجدنا الحل الأمثل:

لا تبلع
لا تصمت

ولكننا غفلنا عن أننا في الحقيقة وفي الواقع، إنما اعتضنا (أو اكتفينا) عن "لا تبلع" و"لا تصمت" بصورتهما الماتركسية (The Matrix)، بينما في الحقيقة لا زلنا نعمل بصيغة

"ابلع"
"إن تكلمتَ فلن تنمْ"

والآن يا عزيزتي، ها قد اخترقتِ الماتريكس، أو اخترق ماتريكسكِ بعضهم، وآن أوان مواجهة الواقع:

أنتِ على أعلى عمارة في عالم الماتريكس وعليكِ أن تقرري:

هل تخشين من الأوهام
أم ستواجهين مخاطر الوهم الأكبر بشجاعة وإقدام

نحن أبناء العروبة تعلمنا أن نتحدث بلغة الأسود
ولكننا بأجمعنا صعاليق

نبدو كالفيلة صامدون ثابتون
لكننا نسينا أننا -مثلها أيضا- نخشى من الفئران

عزيزتي، آن أوان أن نواجه العالم الحقيقي البشع - أن نخوص في المستنقع، ولكن ليس كالضفادع التي تنعم بنعيم جناته، بل كالسمكة الحرة التي تأبى أن تعيش في القذارة والأوحال

لربما لا ننجح إلا في إزالة بعض الأعشاب ولكن المهم هو الموقف والشعور والتغلب على ما داخلنا من ألغام

:wr: