اقتباس:أنا لا أدعم من يسميهم البعض "إسلاميين" و لكني عندما أراهم يناضلون بإمكنياتهم المحدودة و ضد غازي بلطجي فلا تملك إلا أن تحترم أصحاب القضايا و ترى فيهم النبل. و أعتقد أنه عندما يموتون لأجل قضية يا أخ بهجت فهم شهداء و ليسوا شهداء في نظري لسبب ديني و لكن استشهادهم يأتي لسبب إيمانهم الشخصي بقضيتهم؛ تماما مثلما نعتبر أنا و أنت فرج فودة شهيد.

لا، لن أرى فيهم "النبل" حتى يرى الأعمى ضوء القمر. "فالنبل" هو صفة "إنسانية" تبرز في "الدماثة" وما نسميه "بأخلاق الجنتلمان". وهؤلاء بعيدون عن هذا جميعه بعد السماء عن الأرض.

هؤلاء مجرد أوباش قتلة أكل وجوههم وأسنانهم وأضراسهم الخدر، وراحوا يقتلون الناس ويحرقون الزرع والضرع بناء على هذا العفن المتكلس في رؤوسهم.

ليس عند هؤلاء احترام لأي قيمة إنسانية حقيقية، فمنظومتهم الخلقية تتأسس على أن تكون مثلهم وأن تفكر مثلهم وأن تأكل مثلهم وأن تشرب مثلهم وأن تنكح من النساء مثلهم قبل أن تصل إلى الجنة "منعظاً" مثلهم.

هؤلاء ليسوا بأصحاب قضايا "إنسانية"، ولكنهم تجار موت وثريد دم، لم يقدموا يوماً للإنسانية إلا سيفاً مسلولاً ورأياً إقصائياً وطائفية مقيتة وعنجهية مكروهة و"استكلاب" في "التبلغ بالدم المسفوح".

لا مجال لمقارنة هؤلاء الأوباش بفرج فوده ولا أي مفكر تنويري مثل فرج فوده. ففرج فودة كان يعمل من اجل الحياة والمستقبل والناس والاجيال القادمة، وهؤلاء كل ما يعملونه من أجل "حور عيونهم وغلمانهم المخلدين" وإرضاء إله لا يستطيعون حتى أن يثبتوا وجوده.

الزرقاوي وأمثاله هم أعداء الحياة والانسانية والعدالة والحرية والتفكير والهواء الطلق، هم مجرد "فاشيين" لا غير، وانا لن أحترم يوماً "هتلر" ولن أحترم "أسوة به" هؤلاء حتى لو استمات كل منهم في سبيل ما يؤمن به. "فنبل القضية" لا يتحدد من خلال الاستماتة في تحقيقها ولكنه حقيقة موضوعية تقاس بمعيار انساني رفيع، وهؤلاء على محك "المعايير الانسانية" لا يزنون خردلة ولا يعادلونها، وملعونة هي "الداية" التي بشرت بولادتهم، فياليتها "مصعت" رقبتهم ساعة ولدوا وأراحت الناس من شر أعمالهم وقبحهم ودمويتهم وإجرامهم.

العلماني - زمن الغضب