تحياتي هاجر،

اقتباس: Hajer كتب/كتبت
قبل أن نواصل النقاش في الموضوع، لي وقفة على جملتك الحمراء :
بما ان الله لا يكذب و يفي بوعوده فلماذا لم يقتل الرسول محمد و تركه ينهي دينه كاملا و قتل القديس بولس بالنظر لوعد الرب في التوراة :

ولكن أي نبي اعتد بنفسه فقال باسمي قولاً لم آمره أن يقول أو تكلم باسم آلهة أخرى، فليقتل ذلك النبي

"لماذا لم يقتل محمد": هو إجراء لا يقوم به الله عالطالع والنازل. يعني إن كان الله سيتدخل في كل شاردة وواردة ليقتل كل من يضلّ؛ لما بقي بشر على وجه الأرض منذ آلاف السنين. وإن كانت سياسة الله القتل الفوري للمقاومين؛ لماذا لم يقتل الشيطان إبليس فوراً؟ لماذا تركه يضل الناس حتى الآن؟

أما القول: "ترك محمد ينهي دينه"، فهو تعبير خاطئ غسِلتْ أدمغتكم به منذ وقت إرضاعكم. فالدين الذي قام به محمد كان كاملاً ومعروفاً ومتـَّبـَعاً منذ آلاف السنين قبله، ولا يزال يجري اتـّباعه حتى يومنا هذا. إنه دين الغزو والبحث عن السلطة والسيطرة والغنائم والنساء. كل ما عمله محمد هو أنه ألبسه قميصاً دينياً. (يعني حشر الله في القضية). هكذا عملت أيضاً السلطات الكاثوليكية في العصور الوسطى. وهذا الأمر بديهي جداً لمن يبحث على السيطرة. يكفي إغراء الرعاع بوعود لإشباع رغباتهم أو تهديدهم. وأحياناً الإثنين معاً. فكل قائد حركة معينة يستعمل قميصاً يناسب حاجات الشعب. فالبعض يستخدمون المجال الإجتماعى واعدين بإصلاحه. آخرون يركزون على المجال الإقتصادي. والبعض للمجال العرقي. وأيضاً يجد البعض تربة خصبة في المجال الديني. وإلى ما هنالك ... لينين مثلاً نشر الشيوعية بالشعارات الواعدة للعمال. هتلر استعمل حجة نقاوة العرق والدم. أميركا اليوم تستعمل قميص الديموقراطية والعولمة. العرب يستعملون قميص القومية الواحدة. ومحمدكم استعمل الدين. إنها أمور معروفة منذ قديم الزمان. ولا ننسَ بأن من يسعى للسيطرة يجب أن يظهِر عيوب من كانوا قبله كي يتمكن من اكتساب قلوب الشعب إلى جانبه والحل محل القديم. ويا ما أكثر عيوب كل الأنظمة البشرية إن أردنا استعمالها واستغلالها! فلا يوجد نظام كامل بلا عيوب.

[quote] Hajer كتب/كتبت
بالنظر لوعد الرب في التوراة :
ولكن أي نبي اعتد بنفسه فقال باسمي قولاً لم آمره أن يقول أو تكلم باسم آلهة أخرى، فليقتل ذلك النبي

لم يكن هذا وعداً! كان الله هنا يتكلم إلى أمة بشرية جسدية وهي أمة إسرائيل وحدها. إنه وصية وتحذير وليست حالة أو وعد! فقد كان لله الفضل في تحريرهم من مصر وجعلهم أمة تسكن في الأرض. بالمقابل كان عليهم أن يكونوا أمناء له. ولذلك أعطاهم الشرائع بواسطة موسى لاتباعها. فمن بين هذه الشرائع؛ كان يجب عليهم الحفاظ على العبادة النقية. ومن يحاول توجيه غيره إلى إله آخر كان يجب تنفيذ حكم الإعدام فيه.

إذاً لم يكن ذلك الإجراء ليجري في الشعوب الأخرى. كان يخص فقط أمة إسرائيل. ولذلك لم يكن الله وليس هو هنا ليتدخل في كل حالة انحراف عن عبادته الحقة. وطبعاً لدينا أمثلة عديدة على ذلك، إذ نجد سماحه للأديان الأخرى بأن تكتمل أيضاً (بحسب تعبيرك). فالبوذيون والهندوس يتبعون أديانهم منذ مئات أو آلاف السنين قبل محمد. هل هذا يعني بنظرك أن الله لم يقضِ عليهم لأنهم أتوا بدعم منه؟

الآن نأتي إلى سؤالك: "لماذا قتل الرسول بولس"؟

كما ذكرت سابقاً، فإجراء القتل لا يقوم به الله كـ "حالة" أو "روتين". وعندما قرر إنهاء مهمة بولس سمح بقتله. وطبعاً قصد الله وتنفيذ مشيئته لا يرتبط بأشخاص معينين. الله ليس بحاجة لنا. إنه يستخدمنا فقط. فبإمكانه المتابعة بإعطاء روحه لشخص آخر لإتمام المهمة. فمثلاً عندما قرر بأن يموت موسى على أبواب أرض الموعد، لم يعنِ ذلك عجز الله أو توقفه عن استخدام شخص آخر بروحه. وهكذا نجد يشوع بن نون قادراً على ملء الفراغ تماماً كما كان موسى نتيجة لدعم روح الله له:

" 3: 7 فقال الرب ليشوع اليوم ابتدئ اعظمك في اعين جميع اسرائيل لكي يعلموا اني كما كنت مع موسى اكون معك" – يشوع 3 : 7.
"4: 14 في ذلك اليوم عظم الرب يشوع في اعين جميع اسرائيل فهابوه كما هابوا موسى كل ايام حياته" – يشوع 4 : 14.
http://st-takla.org/pub_oldtest/06_josua.html

وطبعاً الأمر حدث بطريقة مشابهة عندما ظن اليهود بأن قتل يسوع سينهي المشكلة. ولم يحسبوا حساب عمل روح الله في آخرين ليتابعوا في نفس الخط.

مع تحياتي :97: