تحليل جميل للزميل بريق...

في الحقيقة لا أدري إن كان كلام زميلنا طارق عن تقدير حماس للزرقاوي دقيقا، واعتباره شهيدا، أهو كلام موثق؟!

لا أعتقد ذلك، لأنني أعلم بون ما بين النهجين...

حماس لم تفكر للحظة أن تنقل المعركة خارج فلسطين، ولم تستهدف قط مدنيا خارج إطار منطقة الاحتلال، بينما القاعدة والزرقاوي لا يرون لـ(كافر) حرمة سواء كان بالأردن أو تونس أو مدريد أو العراق

وهم لا يتورعون أن يدكوا تجمعات مدنية آهلة حال استهدافهم لعدوهم الذي وسعوا دائرته ليشمل عددا من العرب والمسلمين الذين سموهم بالمتميعين!

أستبعد أن يكون لحماس موقف مساند للزراقوي ونهجه..

ولا أرى أن حوادث فردية -إن وجدت- يمكن أن تعبر عن موقف الحركة ككل!

على أنني في الوقت نفسه أقف حائرا حيال قضيتين:

1- إصرار نائب أردني على تسمية الزرقاوي كشهيد في البرلمان الأردني!

ربما ساء النائب تعاون النظام الأردني في هذه العملية، ولكن بعض التعقل من هذا النائب كان أولى.

2- اعتقال النظام الأردني لخمسة إسلاميين قدموا العزاء في الزرقاوي!
العزاء موقف إنساني لا مبرر للتصدي له، ومعيب على نظام الأردن أن يذهب ملكه للتعزية في رابين ثم يستكثر على بعض القريبين من الزرقاوي مشاركة عائلته في موقف إنساني!





أعود لموضوع الشريط، ومع أنني مثل الزميل بريق لم أجد نفسي في موقف من المواقف قريبا من الزرقاوي، وكنت ولا زلت أستنكر جرائمه في العراق وأبرأ إلى الله منها -دون أن أغمطه حقه في الكفاح المشروع للمحتل الأمريكي وأعوانه الظلمة-

أقول:
مع أنني أبتعد عن الرجل تماما غير أن مصرعه حز في نفسي بعض حين حين رأيت ابتسامة بوش وبلير وكيسي في مؤتمراتهم الصحفية التي أعقبت مصرع الزرقاوي!

ومع هذا فلن أبكي الزرقاوي لسببين:

1- أنه إن كان مسددا، وكنا صرعى لحملة إعلامية ظالمة ضده، فهو شهيد فرح عند ربه لايضره خذلاننا ومخالفتنا، وأعتقد أن هذا هو السبب الذي جعل عائلته تسمي مصرعه بالعرس!

2-أنه إن كان ما نقوله فيه صحيحا فهو مجرم آثم أراح الله الأمة من شره وفتنته...



بقي أن أقول لكل من يقول بأن الزرقاوي وابن لادن والظواهري وغيرهم على أنهم صنيعة أمريكية -علموا أو لم يعلموا- بماذا تختلف أطروحاتكم عن أطروحات نظرية المؤامرة التي نتسامى عليها جميعا!

على أنني لا أعفي نفسي من هذا الظن، ولا أدرأ عنها القناعة بتفسير (المؤامرة) في كثير من المواقف الحاضرة والتاريخية!
(f)