اقتباس:اقتباس:Gramsci كتب
فما انت الا ضحية تتحين الفرص لتجلس فوق كرسي الجلاد لتتبادل معه الدور فقط ... لكن سأقول لك .. اسلامك هذا اليوم ما انتج الا مزيدا من التعصب والقتل المجاني لا لسبب الا للانتماء .. انت شيعي تقتل .. انت سني تقتل .. انت مسيحي تقتل ؟؟ والثمن ماذا؟؟ الجنة ..
قليل من الموضوعية لا تضر ...
وأنا أقول لك قليل من الموضوعية لا يضر أيضا، ذلك أن زملاءنا الشيوعيين يريدون أن يرموا الآخرين بدائهم مستغفلين العالم كله، وكأن دول المعسكر الشرقي فرت من فردوس الشيوعية لغيرما سبب!!!
ترى هل نسيتم بهذه البساطة سيبيريا وجرائم البلاشفة والكي جي بي وأسوار ألمانيا الشرقية وسائر كابوس الرعب الذي كلن يعيشه ضحايا البروليتاريا بعد أن خدعتهم شعارات العدالة الاجتماعية وإلغاء الطبقية والملكية الجماعية ليقعوا في جحيم دونه جحيم الرأسمالية التي فروا منها، والقيصرية التي صاروا يترحمون عليها!!
سؤال .. أتعلم أن الأخوان المسلمين قد نفذوا عملية منهاتن الشهيرة في 11 أيلول سبتمبر .. وفجروا الكنائس والجوامع في العراق .. وقتلوا ودمروا وخربوا تحت عنوان المقاومة .. :23:
أيصح هكذا كلام؟؟
إن وجدته يصح .. فكلامك عن الجرائم التي سقتها صحيح .. إن لم يصح .. فالحال هو الحال ..
من جهة أخرى لتسمح لي بالعودة قليلا للتاريخ بالتحديد للعام 1956 يوم وقف نيكيتا خروتشوف يفضح "جرائم" ستالين على الملأ .. أتعلم أن دفاتر السجن لآنطونيو غرامشي لم يكن لها أي انتشار قبل هذا التاريخ؟ أتعلم أيضا أن المفكرين والفلاسفة الماركسيين ممن خالف ستالين كجورج لوكاتش وكارل كورش وغيرهما ما كان لأحد أن يعلم بنتاجهم الفكري؟ أتعلم أن خطاب خروتشوف كان متركزا على ضرب المفهوم الذي سعى لترسيخه ستالين من عبادة الشخص، وكان المفعل لحركة فكرية وصراع نظري قل شبيهه امتد حتى اوائل السبعينات بين التيارات الماركسية؟؟ وكل هذا تولد عن صدمة العقيدة الرسمية التي سعى لترسيخها ستالين .... (ومع هذا وللانصاف – ومع كل ما قام به الرجل من أفعال قد تقرأ باعتبارات معينة كجرائم – لولا ستالين لما بُني الاتحاد السوفياتي كامبراطورية تحدت العالم) ..
بهذا، فما تتحدث به عن جرائم، لا يتحملها ماركس .. الا إن حملت محمدا قتل الأطفال والمدنيين في العراق اليوم على سبيل المثال .. وهنا الفارق .. ولا أزيد لظني أن الفكرة قد اتضحت ..
اقتباس:أما التعصب والتطرف والقتل المجاني الذي تنسبونه زورال وبهتانا للأديان، فلم يكن إلا رد فعل جامح ومتطرف لسلوك مضاد سبقه تطرفا، ألا وهو عدم الاعتراف بخصوصيات الآخرين، وعدم إتاحة الحرية لهم
إن شيطان التطرف يتزامن مع شيطان الاستبداد، وكلاهما يتزامن مع كابوس الاحتلال
فلنتعاون جميعا لمقاومة هذه الشياطين الثلاث
لن أتقاذف كرة التطرف والقتل المجاني أو حتى من يعترف بخصوصيات الآخرين – فلست أنا يا عزيزي من افتتح حديثه هنا بالسخرية من خصوصيات الآخرين (أمازحك لا تزعل) :P - لأعيد لك الاتهام، لأننا سندور في حلقة مفرغة، وستبقى لعبة التنس الاتهامي حاكمة على نقاشنا، والتاريخ ملئ بالشواهد لمن يشاء .. لكنني سأنوه الى أن الدين الذي عناه ماركس بقوله
:" .. إن الدين هو زفرة الكائن المثقل بالألم، وروح عالم لم تبق فيه روح، وفكر عالم لم يبق فيه فكر.. إنه أفيون الشعوب، وعليه، فنقد الدين هو الخطوة الأولى، لنقد هذا الوادي الغارق في الدموع" – يسوع - ولا أزيد .. لاتضاح ما اردت اظهاره
تبقى نقطة أخيرة
اقتباس:خير للشيوعيين المحترمين أن يراجعوا أنفسهم ليبحثوا عن أسباب كراهية الشعوب لهم بدلا من التعلق بشماعة الإمبريالية الأمريكية، ومن عجب أن أمريكا اليوم في عدوانها على منطقتنا تقع في نفس المطب، حيث تجيب على ذات سؤال (لماذا يكرهوننا؟) بشماعة ساذجة مشابهة، وهي أننا نحسدهم على الحضارة والحرية والديمقراطية التي يفرضونها علينا فرضا عبر بوابتي العراق وأفغانستان!!
في البداية أذكر مقالة للدكتور رضوان السيد نشرت بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر .. (وأعذرني إذ ان تاريخ صدورها ما عالد بمتناولي، ولا أذكرها هنا للتدليل على شئ، ففقدي لتاريخ صدورها ما عاد ليلزمك بها ... لكنها موجودة ولو أراد أحدهم البحث عنها لوجدها ... المهم - يذكر فيها أن عبدالله عزام كان في اليمن - على ما أذكر - يحاضر ويحض الناس على مواجهة "المد السرطاني الالحادي الشيوعي الاحمر" في افغانستان، وكان من الحضور الدكتور رضوان السيد نفسه فبادر لسؤاله: "الا تستحق منك فلسطين تلك التعبئة بدلا من أفغانستان؟" .. كان جوابه ..
"ان مواجهة هؤلاء الكفرة والملاحدة لهو أفضل عند الله من مواجهة الاسرائيليين .. ومن تحرير بيت المقدس" .. اتركك معها للتأكد وتحكم ..
ثم فإن ما ذكرته من ضرورة المراجعة للبحث في نقاط القوة والضعف في التجربة، وفي تقبل الآخر لهو عين الصواب، وانني لأكاد أظن ان كارل ماركس يحتاج لقراءة جديدة بعيدا عن التفسيرات والتأويلات التي ساقها شراحه من كبار الفلاسفة والمفكرين الشيوعيين ... ولكم أتمنى أن يكون هذا حالكم أيضا بالفعل .. وليس فقط حبرا على ورق
تحياتي لك عزيزي
دمت بخير
(f)