لقد أسهب الزملاء في هذا الموضوع، و قيل الكثير مما كنت أرغب في إيراده و لكن لي بعض التعليقات.

1- إن الآية محور الموضوع هي في سفر الخروج و هو السفر الثاني من الكتاب المقدس، و الذي يعرف الكتاب المقدس كله ( مثلك يا زميل ابراهيم ) لا بد أن يلحظ التحول التدريجي شيئا فشيئا من القسوة و الهمجية إلى المحبة الكاملة في يسوع. لا نجد مثل هذه النصوص في حزقيال أو أرميا أو الأسفار اللاحقة. فالله رفع شعبه شيئا فشيئا نحو المحبة الحقيقية، و كان يخاطب الشعب دوما باللغة التي يفهمها. مثلا في العصور القديمة كان انتصار شعب دليل أن إلهه هو الإله الصحيح، و استعمل إلهنا هذه اللغة نفسها ليظهر لجميع الشعوب أن هو الإله و ما من غيره.

2 - نحن نعيش في عصر فيه الكثير من الترف و الميوعة في الحياة لدرجة نرى كل قسوة ضد المحبة و هذا ليس صحيح، أحيانا تكون القسوة مع المحبة، كثيرا ما تصادفني أوقات عصيبة في حياتي و لا يمكن ألا أرى الله و محبته فيها، و رغم أنه وقتها لا أفهم غاية الله من وجود شقاء في حياتي إلا أني سرعان ما أفهم ذلك فيما بعد.

ثم بالنسبة لهيباتيا لقد فهمت ( وربما كنت مخطئا ) بأن البعض يلومون كيرلس الكبير لأنه انتقد هيباتيا مما أدى بنظرهم إلى قتلها، و ليس لأنه أمر بقتلها أو دبر قتلها بشكل مقصود. أنا أدافع عن كيرلس لأني أعرف هذا الشخص من خلال كتاباته و حواراته العظيمة الرقي مع أصحاب البدع و دقته في تفسير العقيدة القويمة، لذلك أستبعد أن يصدر عنه مثل هذا التصرف، و لا أبتعد بذلك عن الموضوعية لأن اتهام و إدانة شخص يستند أيضا إلى دراسة ماضيه و مواقفه.

يكفي المسيحية فخرا بأن آريوس الذي حكم عليه المجمع الأول الذي كان برئاسة الامبراطور بأنه هرطوقي لم يصبه أحد بأذى و لم يحكم عليه بعقوبة جسدية أو مالية و مات ميتة طبيعية فيما بعد.

تحية محبة