تحية طيبة زميلي الفاضل زملائي الكرام وبعد
اقتباس:كان الإسلاميون دائما -مثلهم مثل الشيوعيين -ضحايا النظام المصري ، فهم إخوان الشياطين و عملاء السعودية و الإرهابيين و .. . و كان من المفترض أن تدفعهم المحنة إلى توخي العدل و إنصاف مخالفيهم ،و لكن ذلك يحدث فقط في عالم الخيال ، فالإسلاميون أبعد الجميع عن العدل و الإنصاف ، فهم يكفرون مخالفيهم بنفس السهولة التي يتنفسون بها ، بل يكفرون بعضهم البعض بحماس يحسدون عليه ، فكل الجماعات الإسلامية التي عرفتها مصر كالجهاديين و التكفير و الشوقيين و الجماعة الإسلامية و الناجين من النار و .. و .. يكفر بعضها بعضا أما المعتدلون الوسطيون فيكتفون بالتفسيق ، ولا تشترك هذه الجماعات سوى في تكفير جماعة الإخوان المسلمين تنظيمهم الأم !. وهناك تعبير شائع بين الإسلاميين عند وصف إسلامي مازال هش العظام بأنه ( لا يستطيع أن يكفر مخبرا !) على أساس أن التكفير هو أساس ومحور الممارسة السياسية ، و يتدرج الإسلامي من عمليات التكفير البسيطة للمخبرين صعودا لعمليات التكفير الإبداعية للحكام و للمعارضين . ومن أبرز عمليات التكفير السياسية هي تلك التي يتبادلها النظام السعودي مع مخلفيه سواء الجهاديين مثل أسامة بن لادن أو المدنيين مثل د/سعد الفقيه حيث يتراشق الجميع بتهم الكفر ببراعة و رشاقة !.
اتفق معك تماما سيدي الفاضل في ما تفضلت به ، واضيف ان جوهر العقائدية السياسية عامة يتناقض جذريا مع قواعد الاختلاف الديموقراطي والايمان بحق الآخر في الوجود ، أما بالنسبة للاخوان والنظام الناصري فمن البديهي أن يحصل بينها وبينه ما حصل كيف لا وهي من حيث المبدأ ومتى شعرت انه يرفض الدخول الكلي تحت طاعتها اعلنت حرب الاغتيالات عليه ، والواقع ان منهجها هذا لم يكن بجديد او مستجد فقد بدأته في عهد الملكية في الأربعينات عندما اغتالت النقراشي وخاضت حملة اغتيالات واسعة النطاق للعديد من البشوات وحتى الحكمدارية ومعلوم أن اغتيال البنا كان بقرار ملكي ردا على قرار البنا باغتيال النقراشي ورغم المسرحية الهزلية التي تنصل بها ومن خلالها البنا من هذه الجريمة ، ومن السخيف جدا ما يدافع به انصار هذه الجماعة التكفيرية عندما يعلنون على الملأ أن البنا تنكر وقال لا هم اخوان ولا هم مسلمين !
بالرغم من أن عمليات الاغتيالات المضبوطة لم تكن واحدة او اثنتين بل سلسلة واسعة ودائما المقبوض عليهم في هذه الجرائم وتدينهم الأدلة هم من هذه الجماعة التكفيرية ، ثم اي انحطاط لتنظيم سياسي يتنكر لاعضائه بهذه الطريقة ، الشيء بالشيء يذكر الطريقة التي تنكرت بها حماس لمنتسبيها في قضية الأردن الاخيرة ، فهل هذا ما تعلموه من الاسلام الذي يزعمون زورا انهم يتبعون تعاليمه؟!
باختصار منهج اقصاء الآخر بالقوة والعنف منهج اصيل عند المكفرة السياسية وأنا اعترض تماما على وصف الاسلاميين الذي شاع ويعجبهم أن يصفهم به الناس فأنا شخصيا لا أوافقهم ابتداء على هذا المدخل فهم كساسة وساسة تكفير لا يزيدون او يتميزون عن غيرهم والتمسح بالاسلام الديانة جريمة تضاف إلى جرائمهم المتشعبة ، وكنت أول من أطلق لقب المكفرة السياسية عليهم في مقال نشر في صحيفة شباب مصر بعنوان بين العلمانية والمكفرة السياسية وقامت علي الدنيا ولم تقعد وانتهى الأمر إلى بيان اهدار دم ، لكن ما علينا فقد وصل المصطلح ومعناه وشاع الوصف الصحيح لهم كمكفرة سياسية وبدأ يحل في مكانه في الخطاب السياسي العام.
نحن اليوم أمام المسألة بحقيقتها فقد استعذبت المكفرة السياسية هذه الايام العزف على اوتار الديموقراطية طالما أنها الفصيل الوحيد المنظم والقادر في الشارع على تنظيم جزء من الناس ولهذا فلا بد من الاصرار على كل اسس منظومة دولة المواطن وعلى رأسها المواطنية نفسها والحرية واحترام الآخر وكلها اسس لا تؤمن بها تلك الجماعات التكفيرية التي تبدأ قصيدتها بما لا يوصف بأقل مما قاله الامام علي :"كلمة حق يراد بها باطل"
الشعار التكفيري السياسي "الاسلام هو الحل" مكفرين الجميع إلا هم ومحتكرين الاسلام وكأن الإسلام حكرا عليهم دون العالمين.
لي عودة مع بقية التعليق الذي يمثل مقالا خصبا بذاته.
وتحياتي الحارة للزميل الفاضل ولكل متابع ومهتم بغض النظر عن رأيه.