بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا تقيسون اليمن على البلاد الأخرى - ليس هناك يمنيون إلا العربية السعيدة وأنا أطلب رأيها بالتفصيل

على كل حال - ليختار اليمنيون من يريدون وليكن الرئيس علي عبد الله صالح، وأنا أعتقد أن الرئيس كان صادقاً ومنذ البداية في عدم رغبته في الترشح - وأن هناك أسباباً في غاية الخطورة دفعته لتغيير قراره

والآن - ما هي المهمة أو المشروع القادم الذي سيقدمه الأخ القائد لشعبه؟ الاستمرار على ما هو عليه؟ متابعة الحال الواقع إلى ما لا نهاية؟ أرجو ألا يكون ذلك صحيحاً ...

هناك أمور مهمة يجب تغييرها وتصحيحها بشجاعة - وبما أن هناك مد شعبي يرغب ببقاء الرئيس فهي فرصته الحقيقية باتخاذ قرارات قاطعة وربما القيام بجراحات مؤلمة يستأصل فيها أسباب الشلل والفقر ويرفع اليمن إلى ما تستحقه من مكانة - ويرفع اليمنيين إلى ما يستحقونه من رفاهية وتطور...

لليمن تاريخ عريق وإمكانيات كبيرة ، وما زالت شعوب شرق افريقيا والمحيط الهندي تنظر إلى اليمنيين كمفتاح وصلة وصل إلى الجزيرة العربية - كما أن مهارة اليمنيين التجارية وحسن انتقائهم للأسواق والموارد - وفهمهم لشعوب المحيط الهندي وشرق افريقيا بشكل لا يملكه غيرهم واقترابهم من هذ الشعوب مع صلاتهم التجارية والاجتماعية بالسعودية خصوصاً ودول الخليج عموماً - وامتلاكهم ثروات نادرة سواء من المنتجات الزراعية والبحرية المتميزة أو الإمكانات السياحية التاريخية والطبيعية - كل ذلك يشكل قاعدة ثرية لتخطيط المستقبل

ولكن من جهة أخرى هناك مأساة القات - ومأساة الصراع الداخلي والقبلي وانقطاع الاتصال بين كثير من مكونات الشعب اليمني
هناك الاتكالية المشينة وعدم الرغبة في تحمل المسئولية عند الكثيرين وهناك الخوف من التغيير وعدم وجود خطط واضحة للتغيير

أول المهمات التي تواجه الرئيس اليمني إن صدقت نيته في منفعة شعبه هو إعادة بناء مؤسسة الحكم المرنة القابلة للنمو والتطور وتداول السلطة إن لم يكن في موقع الرئاسة ففي جميع المواقع التي تليها - وبأمر رئاسي - وإفهام المسئولين أن هذا التداول صحي وليس عقابي - يجب أن يعتمد المجتمع على نفسه ويبني قياداته ويجددها - وليستعن الجديد بخبرة القديم بكل شفافية وصدق وبطريقة منهجية عملية تمنع أياً منهما من تجاوز الآخر إذا لم تصفو النوايا

ثم ترشيح عدة أشخاص من أهل الكفاءة من جهات وأحزاب وقبائل مختلفة لأي موقع جديد ومطالبة كل مسئول جديد في موقع حكومي (أو حزبي) بتقديم برنامج عمل لفترة عمله المقبلة واختيار كل منهم بشكل متوازن بناء على خطة عمله (قوتها - واقعيتها - توافقها مع الحاجة) وبناء على ما أثبته في الماضي من كفاءة، ومتابعة تنفيذ هذا البرنامج ومحاسبته إن قصر من قبل لجنة غير التي اختارته

إن استطاع علي عبد الله صالح أن يفعل ذلك فسوف يكون سابقة وقدوة وسيكتب له ذلك بمداد الذهب ليس من قبل اليمنيين فقط ولكن من قبل العرب جميعاً