المشكلة يا اخت مريم ليست عند الشيعة العرب
هناك مسألة يساء فهمها دائما ولا تحمل على محمل حجمها وواقعها الحقيقي لسوء النوايا
وهي ان العلاقة الدينية بين الشيعة العرب والشيعة الايرانيين على المستوى الديني لم تستغل من قبل الشيعة العرب ليكون لهم مشروعهم الخاص البعيد عن اقوامهم واوطانهم
بل على العكس تماما
فقد استغلها غيرنا كحجة (اعني وحدة الانتماء للمذهب الشيعي )
للامعان في الظلم والاستمرار بنهج اقصاء الغير وهضم حقه في المواطنة
ولابد لمن يتهمنا من مراجعة التاريخ القديم والجديد
اهم قاعدة فكرية وبشرية كانت للقومية العربية كانت عند الشيعة العرب
في الوقت الذي دعت فيه الحوزة العلمية للشيعة العرب في النجف الى مناصرة مشروع عبد الناصر للوحدة العربية كان الاخوة المؤمنون في حلف بغداد وحلف الرياض يحاربونه قبل ان تحاربه اسرائيل

واذا استغل الشيعة العرب تقارب ايران السياسي معهم فذلك لحفظ اوطانهم وتحريرها لا خيانتها بعد ان باعها غيرهم ورهنها مع كل مقدراتها لحفظ مكتسباتهم
وهذا ما حصل في الكويت ولبنان فهل اصبحنا مواطنين ايرانيين او طلبنا ذلك
هل الشيعة يحكمون العالم العربي أو يشاركون في حكمه وهم بالتالي مسؤولون عما يجري للأمة العربية من تخلف وتشرذم وتخلف على كل المستويات ؟
هل الشيعة هم المسؤولون عن تقسيم الوطن العربي إلى دويلات وكيانات متشرذمة ضعيفة وعدم وحدتها؟
هل قام الشيعة العرب بإسقاط الأنظمة او باستدعاء القوي الاجنبية للقيام بذلك ؟

تتحدثين وكأن هناك مشروع عربي عالمي وحضاري خانه الشيعة
ما هو المشروع العربي ؟
لم يعد له وجود
من هو النظام العربي الذي يشكل الشيعة جزءا مهما فيه يسمح بإطلاق دور سياسي لهم يتماشى مع نسبتهم السكانية وموقعهم الإستراتيجي وثرواتهم الطبيعية وتاريخهم النضالي في بلدانهم

دائما يتم إنكار المشكلة بتبريرات سخيفة يستحضر فيها كل تاريخ ولاة الجور وتزويراتهم الثابتة دينيا لتأكيد تعميم الصورة السلبية عن الشيعة العرب

وللحديث شجون