الست نسمة:
طبعا من حق كل واحد أن يحتفظ بحقه و لكن ما الحل؟ دائما نلف و ندور و نرجع لمربط الفرس. ما العمل؟ الناس تذبح بعضها و يسيل الدم و يسفك الإنسان دم أخيه الإنسان لأجل قطعة من الأرض اسمها "فلسطين"؟ كل هذه الدماء سالت و سفك الإنسان دم أخيه الإنسان لأجل جنة الله في أرضه و المسماة فلسطين. ماذا لو كانت أرض تفيض لبنا و عسلا ( عن حق و حقيق) مثل دبي مثلا أو السعودية و التي كلها موارد بترول و إنتاج و ثراء؟ أنا أميل للحل البرغماتي. هذا هو الواقع فلنسعى جميعا للتعايش و دم الإنسان عامة أثمن من أي قطعة أرض شبر في شبر و النهاية كلنا نذهب إلى قبر يضمنا و لا قيمة فيما بعد للأراضي. أرض الله واسعة. و على فكرة، جميع من عرفت من الفلسطينيين في أميركا لا يحملون أي حمية على موضوع فلسطين كما يشعر الغرباء عن فلسطين لأن الشخصية الفلسطينية ذكية و تسعى دائما للنظر للغد و دائما يتفنن الفلسطيني في أن يعمل بيزنس رابح منتج و يصبح مليونير و هو منذ سنين مضت لم يكن شيء. أعرف فلسطيني جاء لأميركا معدم و عاش فيها بقدر ما عاش و رفض أن يحصل على الجنسية الأميركية و كان على صلة متينة بياسر عرفات و في النهاية و هو مليونير تراجع عن رأيه و قرر أن يأخذ الجنسية الأميركية و كان لي شرف مقابلته و كان شخصية فلسطينية جميلة، أخلاقا و صورة، وسامة و دماثة خلق عالية و يفخر الواحد بانه هو فعلا العربي المهندم الأنيق لأنه يعرض نفسه بشكل مهندم لا غاضب همجي مرتفع الصوت و ما شابه. هذا الصديق لا يريد أن يرجع لفلسطين. هو مليونير و أموره استتبت و أولاده يدرسون في أميركا و حالهم أفضل مليون مرة مما لو كانوا الآن في مصر أو فلسطين أو أي بلد عربي. لا أعرف هل وصلت لك فكرتي. عموما أتفهم مشاعرك و لا أختلف معك فيها فعندما يشعر الإنسان أن وطنه مسلوب و يتألم لا نملك إلا أن نوافق معهم بكل جوارحنا فيما يشعرون و نسعى لإنصافهم و لكن كل شيء بالعقل و الهدوء مش بالغضب و تلف الأعصاب. أعصابنا تالفة اصلا بدون سبب و ليست بحاجة لقضايا ثورية و شعارات ناصرية.