بسم الله والصلاة والسلام على الرسل أجمعين

المسيح عليه الصلاة والسلام كان يحيى الموتي جسدياً كمعجزة رسوليه وروحنياً كنتاج الإيمان به

وهو فى ذلك مثله مثل كل الأنبياء
قال تعالى:
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام122

فتشبيه الله عزوجل للكفار بأنه ميت وان الرسل والرسالات ( النور ) هى التى ستخرجه من ظلام هذا الموت إلى نور الحياة لهو الإحياء الروحاني

وهذا ينطبق على كل الأنبياء فهم نور قومهم فمن أمن بهم جعل لهم نور إلى الجنة وأما من كفر بهم فطريقة مظلم إلى النار

{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257

نأتى إلى نقطة الإحياء الجسدي وهو حقيقة منكرها كافر لأنها معلوم من الدين بالحجه والإثبات
وهى معجزة تجرى على يد الرسول وليست نابعه من ذاته كما يتوهم (مدعي النبوة)

عندما نقول أحيى موسى عليه الصلاة والسلام الرجل الذى قتل نقول أحياه بإذن الله ومشيئته
قال تعالى:
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)

فجعل الله سبحانه وتعالى الفعل فى يد الرسول والإذن الحقيقى فى يده
لأن الله عزوجل لايحتاج إلى هذه الأمور من ذبح أبقار او غيره لإحياء الموتي بل هى أمور لنا لنتفهم ان الأمر لايكون إلا بإذن الله

وأيضا عندما طلب إبراهيم خليل الرحمن فى سورة البقرة
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة260

إبراهيم عليه السلام كان منه الدعوة ( ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً ) وكان من الله عزوجل الإستجابه لعبده ليريه من قدرته

والمسيح عليه الصلاة والسلام لم يفعل هذا من نفسه بل نسبها إلى إذن الله عزوجل فقال تعالى: ( وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ ) آل عمران 49

وعليه فإن وقوع إحياء للموتي جسدياً للموتي لاينافي ولايتعارض مع قوله تعالى:
اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) فاطر

كما يتوهم ذلك العضو لأن سنت الله المعنية فى الآية الكريمة هى سنة إهلاك أى قوم كذبوا برسولهم وأخرجوه من داره

فقال تعالى فى سورة الإسراء:
وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (77)

ولكن هذا الإحياء من باب قوله تعالى:
{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً }الجن26

الله سبحانه وتعالى عالم الغيب المطلق ولكن ماذا بشأن بعض النبوات المستقبليه من بعض الأنبياء فسنجد ان الله عزوجل قد ذكر ايضاً:
{إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً }الجن27

وهذا يعنى ان علم الغيب وإحياء الموتي وكل المعجزات التى قد تتشابه فى ظاهرها مع صفات الكمال لله عزوجل ماهى إلا عطية من الله للرسل للتثبيت ولتأييد رسالتهم والأمر كله يعود فى النهاية إلى مشيئة الله وإذنه تبارك وتعالى

ولهذا اجمعت الأمة على ان الطائفة الأحمدية لاتمت إلى الإسلام بصله وان كل من إنتسب إليها فهو كافر بما أنزل على محمدعليه الصلاة والسلام ويعامل معاملة المرتد ولاعبرة لكلامهم

وشكراً