عزيزي كامل

لا اعتقد انه من الحكمة فتح ملف جرائم الحرب الاهلية ، فكل من اشترك في هذه الحرب تلطخت يديه في الدماء. اما اسباب الحرب فهي لبنانية بحتة و لكن مشاركة الفلسطينيين و اسرائيل و سوريا زادتها عنفا.

في القرن التاسع عشر ابتدات مشاكل جبل لبنان بين الدروز و الموارنة و لم تنته الا بتدخل عثماني/اوروبي/مصري. بعد استقلال لبنان ، تم صياغة الدستور بناء على اغلبية مسيحية و اعتبار الموارنة الطائفة الاكبر. طبعا تم اضافة طرابلس السنية و الجنوب الشيعي و هو ما اوجد توازن طائفي هش.

في الخمسينات تم منح الارمن الجنسية اللبنانية و العديد من مسيحيي فلسطين اللاجئين بالاضافة الى فئات اشورية. في تلك الفترة بدا اليسار اللبناني ممثلا بكمال جنبلاط و بدعم من الطوائف الاسلامية التي شعرت بالغبن بالتمرد ... و تم انهاء هذا الترد على يد المارينز الامريكي عام 1958 بطلب رسمي من كميل شمعون ...

الهدوء اللبناني كان هشا حتى اندلاع الحرب الاهلية ، حيث اعتبرت القوى اليمينية اللبنانية الوجود الفلسطيني كخطر على التوازن الديمغرافي.

التدخل السوري عام 1976 جاء بضغط امريكي لحماية الموارنة، و ابتدا هذا التدخل بالتدمير الشامل لمخيم تل الزعتر .

الكل يعرف مسار الحرب بعد ذلك و خصوصا مجازر صبرا و شاتيلا بعد انسحاب معظم القوى الفلسطينية ، و استمرارية الحرب كصراعات داخل الطوائف نفسها و خصوصا الموارنة و الشيعة.