الزميل محارب النور(f)

دعنا نبتعد قليلاً عن صدام ،ونركز في البرتقالة ،فالبرتقالة ليست عنواناً لأغنية عربية مسطحة، وإنما هي فوق ذلك عنوان المرحلة العربية الراهنة، بل لا أبالغ إذا قلت إنها عنوان المرحلة الإنسانية الراهنة كلها إذا اعتبرنا أن "المتعة" هي كلمة السر في فلسفة "ما بعد الحداثة" التي تحكم العالم اليوم تحت شعار "العولمة" بعد أن كانت "المنفعة" هي كلمة السر في فلسفة "الحداثة". الإنتاج العالمي اليوم بكل عناصره الفكرية والتجارية والفنية يتجه في غالبه نحو تركيز المتعة، وفي الطريق يتحول الإنسان أيضاً إلى سلعة ترفيهية. وهذا بالضبط هو هدف الشركات العابرة للقارات وهدف المخطط الطويل لأصحاب المصالح الشيطانية.
وبعيداً عن المصطلحات الثقيلة الماضية وعن همومنا الكبار،ومن يوم ارتشافي لرضاب البرتقالة الذيذ اللذيذة والبرتقالة تزورني كل يوم في مناماتي واحلامي وكل يوم اجري معها حديثا،لكنني بالامس اختلف الحديث واجريت معها هذا الحوار الصحفي وهائنذا اكتبه لك

ما تعليقك على الضجة التي أحدثتها أغنية "البرتقالة"؟
- السر واضح وبسيط.. الناس تعاني من الجوع والعطش!
* الناس تقول إنك مارست وزميلاتك إغراءً قذراً أثار المشاهدين؟
- والناس هاذي زعلانه واللا فرحانه..؟
*- "زعلانة" طبعاً !
- زين.. إذا زعلانة ليش تتطلع علينا؟
* خائفون على أولادهم.. الشباب قد يتحمل القصف الحربي لكنه لا يتحمل القصف الأخلاقي.
- سيدي "ماكو" قصف.. احنا ناس محترمين ناكل من عرق وسطنا!
"رجوتها أن تحدثني بالفصحى رمز القومية العربية.. قالت إنها لا تذكر هذه الأخيرة" ويستمر الحوار.
* الناس تموت وتذل في أرض الرافدين في سبيل الشرف والكرامة، والبرتقالات يتاجرن باللحوم البيضاء على شاشات التلفاز.. ماذا تسمين هذا؟!
- كلنا نجاهد.. في الفلوجة يقاومون الاحتلال بالسلاح الناري ونحن نقاوم الفقر بالسلاح الأبيض.. الأبيض جداً. أم تريدنا أن ننحرف بسبب الفقر!!

* ما تفعلنه يثير الغرائز الدنيا في الناس مما يضعف المقاومة تجاه العدوان؟
- للمقاومة أكثر من وجه.. والذي لا يستطيع أن يقاوم شهوته لا يستطيع أن يقاوم العدو!
* دعينا نغير مجرى الحديث -مؤقتا- هناك سؤال ملح: لماذا البرتقالة بالذات وليس الموز مثلاً؟!
- سؤال وجيه والحقيقة هناك عدد من الأسباب المتعلقة بالوضع العربي فيها:
1- البرتقال فاكهة شتوية والضمير العربي كالوضع العربي في حالة ثلجية والبرتقال أنسب فاكهة لعلاج البرود العربي!.
2- البرتقال فاكهة ديناميكية متحولة تشبه الراقصة، فبإمكانك تحويله من شرائح إلى عصير بسهولة بعكس البطيخ مثلاً.
فنحن نساهم في الانتقال من طبيعة "الثبات والجمود" إلى طبيعة "الحركة والتحول" لأن مشاكلنا في الوطن العربي تعود في حقيقتها إلى الطبيعة الاستاتيكية (الثابتة) في العقل العربي.. باختصار.. التقدم في حقيقته "تحول" والتخلف في جوهره "ثبات"!.
3- أما الموز فهو فاكهة عسيرة الهضم مثل الوضع والفكر العربيين تماماً، ولا نحب أن نضيف إلى متاعب المواطن العربي عسر الهضم.
4- أخيراً وهو الأهم: البرتقال رمز الأنوثة وهو ما يتناسب مع المرحلة العربية الراهنة وأما الموز فهو فاكهة ذكورية لا تناسب المرحلة.
* ولكنه تحولُ من الصلابة إلى السيولة وهو ما يتناسب مع عصر العولمة والتفكيك الأمريكيين؟!
- هم يفككون من أجل التفكيك والتدمير، أما نحن فنفكك من أجل إعادة البناء.. الغايات مختلفة!
* كان بإمكانك اختيار مهنة أخرى شريفة غير الرقص؟
- الكل في الوطن العربي يرقص.. الأنظمة ترقص على أوجاع الشعوب والشعوب ترقص على عزف الأنظمة.. والمثقفون يرقصون على حبال من كلام.. أين الشرف إذن!
* ولكن ألا تخجلين وأنت في حالة شبه عارية أمام المشاهدين؟
- ولماذا أخجل.. أنا لا أرى رجالاً في الوطن العربي لأخجل منهم!
* هذه لغة يائسة وعدوانية؟
- أنا لم أيأس بدليل أني حققت نجاحاً باهراً برقصة واحدة، فماذا حققتم أنتم؟
* على الأقل احتفظنا بشرفنا وكرامتنا!؟
- أين احتفظتم بهما.. في سجن أبي غريب أم في فلسطين.. أم تحت أقدام المستبدين؟
* أرجوك... لا داعي للحديث في السياسة!
- نعم لا داعي للحديث في السياسة المسموح لكم فقط الحديث في الرقص.
* هل لديك ما تقولينه في نهاية هذا الحوار؟
- أحب أن أقول كما قال المسيح "من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها"
كلنا نخطئ، والفرق بين خطأ الراقصة وخطأ الأنظمة كالفرق بين الرذيلة والجريمة.

تحياتي
abowalad
(f)