أما قولك عن إبراهيم (كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة‏) .

فيقول العلامة المعلمي في الأنوار : ((إن صحت تلك الكلمات أو بعضها فقوله " كان أصحابنا " يريد بهم أشياخه من الكوفيين وإليهم يرجع الضمير في قوله " كانوا " وحتى هذه الكلمات- إن صحت عن إبراهيم - أن تنتقد عليه لا على أبي هريرة )) .

ومقصد العلامة المعلمي أن هذا الكلام - إن صح عن إبراهيم – فهو يضر به ولا يضر بأبي هريرة رضي الله عنه .

وكذلك أسقط زميلنا غرندايزر كلام ابن كثير معلقاً على هذه الرواية لغرض لا أعلمه ، قال ابن كثير رحمه الله :
(( وقد انتصر ابن عساكر لأبي هريرة وردّ هذا الذي قاله إبراهيم النخعي‏.‏
وقد قال ما قاله إبراهيم طائفة من الكوفيين، والجمهور على خلافهم‏.‏
وقد كان أبو هريرة من الصدق، والحفظ، والديانة، والعبادة، والزهادة، والعمل الصالح على جانب عظيم ))‏.‏

أما كلام الفاروق عمر رضي الله عنه ( لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولألحقنك بأرض دوس‏ ) .

فلقد أجاب عنه الحافظ ابن كثير ولكن زميلنا تعمد عدم نقلها ، وهذا كلام ابن كثير رحمه الله :
((وهذا محمول من عمر على أنه خشي من الأحاديث التي قد تضعها الناس على غير مواضعها، وأنهم يتكلمون على ما فيها من أحاديث الرخص‏.‏
وأن الرجل إذا أكثر من الحديث ربما وقع في أحاديثه بعض الغلط أو الخطأ فيحملها الناس عنه أو نحو ذلك‏.‏
وقد جاء أن عمر أذن بعد ذلك في التحديث، فقال مسدد‏:‏ حدثنا خالد الطحان، ثنا يحيى بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة‏.‏
قال‏:‏ بلغ عمر حديثي فأرسل إليّ فقال‏:‏ كنت معنا يوم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت فلان‏؟‏
قال‏:‏ قلت‏:‏ نعم‏!‏ وقد علمت لِمَ تسألني عن ذلك‏؟‏
قال‏:‏ ولِمَ سألتك‏؟‏
قلت‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ‏:‏ ‏(‏‏(‏من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ أما إذا[COLOR=Red] فاذهب فحدث .. انتهى .