بعد سقوط صواريخ المقاومة على حيفا:

لوموند: قصف تل أبيب مفاجأة حزب الله القادمة

منذ الانسحاب الاسرائيلى من جنوب لبنان عام 2000، ظلت صواريخ حزب الله تهدد شريطا حدوديا بعمق 20 كيلومترا، لكن ضربات الحزب اصابت هذه المرة المدن الاسرائيلية الواقعة على بعد 40 كيلومترا عن الحدود، وتشير التقديرات الى ان حزب الله يمتلك صواريخ لم يتم استخدامها حتى الآن، وهى تستطيع أن تهدد تل أبيب وحتى القدس المحتلة.
فى هذه الأثناء هناك اسئلة تطرح حول امكان وجود مخاطر من زج سوريا وايران فى الحرب الدائرة اليوم، وترى الاخصائية فى الشؤون اللبنانية مارى جويل زهار فى حديث الى صحيفة لوموند الفرنسية، أن الخط الأحمر الذى يفصل ما بين حالة الحرب غير المعلنة حاليا، وما بين النزاع الاقليمى مثل عاقبة توجيه ضربة الى تل ابيب، لم يتم تخطيه بعد.
وتتعدد وجهات النظر حول طبيعة الحرب والشكل الذى سوف تأخذه فى الأيام القليلة المقبلة، وعلى رأس الآراء الرائجة، ذلك الرأى الذى يقول إن الحرب الدائرة اقليمية، وتم تنسيقها بين ايران وسوريا وحزب الله، وهناك من يقدر أن قرار فتح المواجهة خطأ، لأنه انطلق من حسابات لم تتوقع أن يكون رد الفعل الاسرائيلى بهذا الحجم والقسوة، لكن هناك وجهة نظر أخرى ترى أن المواجهة الفعلية لم تبدأ بعد، وسوف يتسع نطاق الحرب بعد أن يستنفد القصف الجوى الاسرائيلى اغراضه التدميرية فى لبنان.
وتقول وجهة النظر هذه: انه فى اليوم الذى تصل فيه اسرائيل الى قناعة بأنها اضعفت حزب الله فعليا، فإنها سوف تقوم بمهاجمة أهداف استراتيجية سورية لإبعاد أى خطر صاروخى سورى محتمل من جهة، ومن جهة أخرى ترى اسرائيل والولايات المتحدة أن سوريا هى حلقة الربط بين ايران وحزب الله، لذا لابد من كسر هذه الحلقة فى صورة نهائية.
وتشير التقديرات الى ان حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ ذات الرؤوس الانفجارية من عيارات مختلفة، 107 مم، و122 مم، التى يصل مداها من 10 الى 20 كيلومترا، وحسب مجلة جينز البريطانية الاسبوعية لشؤون الدفاع قبل اندلاع الأزمة الحالية، فإن حزب الله كان يمتلك ما بين 10 آلاف الى 15 ألف صاروخ، وفق ماورد فى تصريحات الأمين العام السيد حسن نصرالله فى مايو فى السنة الماضية.
ولكن هل الصواريخ هى عصب مقاومة حزب الله؟.
مع مرور الأيام خفف حزب الله من اطلاق الصواريخ، لكن الاصابات جاءت مؤكدة، وقد وجهت الضربة الصاروخية الأولى فى 13 يوليو فى الهجوم الأول على حيفا، التى أصيبت للمرة الأولى بإطلاق نار مصدره لبنان، وذلك من صاروخ فجر الذى يسميه حزب الله رعد، يتم اطلاقه من على منصة محمولة بواسطة شاحنة.
وتعرضت بارجة اسرائيلية بالرغم من نظامها الأمنى المتفوق، لاصابة عن طريق صاروخ سى 802 تم اطلاقه من الأرض، كما أن حزب الله يمتلك صواريخ فجر 3 التى يصل مدى الصاروخ منها الى 40 كيلو مترا، ويبلغ طوله 2.5 متر، ويزن 400 كيلوجرام ويحمل شحنة متفجرة تقدر ب40 كيلوجرام،ا ويمتلك كذلك فجر 5 الذى يصل مداه الى 75 كيلومترا، ويؤكد الخبراء ان حزب الله يمتلك صواريخ زلزال 1 وزلزال 2 من صناعة ايرانية، وهذان الصاروخان هما عبارة عن تطوير لطراز سوفييتى قديم فروج 5، وباستطاعتهما اصابة اهداف على بعد 150 الى 200 كيلومتر، وبوسعهما تهديد تل ابيب.
وتقول لوموند انه حسب مصادر استخباراتية فإن حزب الله كان يمتلك فى بداية الأزمة نحو خمسين من هذه الصواريخ على الأقل، ولم يطلق أياً منها حتى الآن، وتنقل عن خبراء فى الاستخبارات معلومات تقول إن هذه الصواريخ تم تخزينها فى مخابئ محصنة فى الجنوب، لكى يسهل استخدامها فى حالة الحرب، لكن الصواريخ البعيدة المدى تم تخزينها فى مناطق بعيدة مثل وادى البقاع وبيروت، لكى تكون بمنأى عن الجيش الاسرائيلى، ويعزو الخبراء القرار الاسرائيلى بتدمير حتى اصغر الجسور بأنه يهدف لمنع حزب الله من تحريك هذه الصواريخ، وضعضعة القدرات اللوجستيكية للحزب.
وتؤكد الصحيفة انه تم تدمير عشرة من صواريخ زلزال فى قصف اسرائيلى يوم الثلاثاء الماضى، وتعمل اسرائيل على تفريغ قرى الشريط الحدودى من أجل البحث عن الصواريخ، ولكن مواجهات الماضية تبرهن على الفعالية المحدودة للعمليات العسكرية على هذا الصعيد.
لقد فوجئ الاسرائيليون بالصواريخ تتساقط على حيفا، لكنهم مازالوا ينتظرون مفاجآت أخرى.