اقتباس:وهل الايجابيات التي تتحدث عنها تجعل الرجل الغربي ينحاز لجهة معينة على حساب جهة أخرى؟

هذا لا يعني انحيازه ولكنه لا يقدر أن يتكلم سوى في حدود اللياقة. لن يقول لك رأيه مثلا في سورة التوبة ويعتبرها واجهة الإسلام بل سيرى واجهة الإسلام سور جميلة مثل الرحمن و الآية الشهيرة التي يحبونها "الله نور السموات والأرض مثل نوره كمصباح..." وكما قلت هذا لا يعني الانحياز ولكن يعني الصدق مع الطبيعة. لو أنت سألتني عن رأيي في الإسلام فقطعا سيكون ردي مثلهم وسأبدأ بالواجهة الجميلة وابن عربي وقطعا لن أبدأ بمحمد ولكن سأتفادى ذلك.

اقتباس:مايكل هارت جعل محمد (صلى الله عليه وسلم) الرجل الاول في قائمة العظماء المائة. اذا كانت هذه مجاملة، فهي في نفس الوقت ظلم لـ 99 رجل آخر!

تصور لا أحد يعرف مايكل هارت سوى المقيمين في البلاد العربية ولم أعرف من هو مايكل هارت إلا من خلال أنيس منصور الذي ترجم له كتابه. لو قلت مايكل هارت في أي دائرة جامعية أو دراسية فلن يعرفه أحد. من جهة أخرى، رأيه لا يعني أن تقسيمه منصف بل ببساطة هذا يعني أن هذا هو رأيه الشخصي. هو قام بتصنيف البشر من زاوية معينة ورأى محمد أعظمهم. هذا طبيعي جدا. يمكن أن أقوم بتصنيف البشر لك الآن وأبين لك من وجهة نظري أن أعظمهم هو بوذا.

اقتباس:كذلك نجد من هؤلاء الذين امتدحو في محمد قد ذموا القرآن ووصفوه بكلام البشر. ومنهم من وصفه بالكلام الممل وألفاظ وقحة. فلماذا يجاملون المسلمين في شيئ ويذمونهم في شيئ آخر؟ لا تفسير منطقي لذلك الا اذا كان ما قالوه عن محمد هو رأيهم الحقيقي من غير مجاملات.

أتفق تماما مع كلامك مع إضافة نقطة صغيرة: محمد هو رمز من رموز الدين ويمثل بليون مسلم على الأقل إن لم تكن حساباتي غير مخطئة. لو قلت أي كلام جارح بحق محمد فأنت تجرح بليون مسلم في آن واحد وهذا مرفوض جدا في الأخلاقيات الغربية ويتأفف منه الذوق العام. لي صديق عالم في الرهبنة اليسوعية وعندما يتحدث عن محمد فهو يراه رجل عظيم له مساهماته العظيمة في الدين والحضارة والتراث. هو لا يجاملني وعندما أحدثه عن سورة التوبة يقول لي أعرف يا إبراهيم أعرف ولكن يجب أن لا ننكر عليه مساهماته في الحضارة. أسكت عندها إحتراما له ولكني لا أشعر تماما كما يشعر هذا العالم الحبر اليسوعي ( أي جزويتي ). طبعا هو تأثر بالتفكير الغربي و محاضراته في السوربون أكثر من أي مكان وأخلاقياته الفرنسية مع أنه مصري مثلي تفرض عليه التفكير بهذه الزاوية وأحترم ذلك.