أول عدد أقتنيه من زماااااااااااااان من مجلة الساينتفيك أميركان بالترجمة العربية كان كما أذكريحوي مقالآ عن أهم شركة مقاولات - أميركية- مختصة بتفجير الأبنية الشاهقة وناطحات السحاب الموجودة في أماكن عمرانية بحيث " توقع من طولها"كما تغمى نجمات الشاشة ..لا شظايا أو كتل تتطاير في كل مكان.... منظر مهيب... أذكر كم كانت دهشتي وإعجابي كبيرين رغم أني لم أفهم شيئآ من تلك المعادلات بمئة حد وتربيع وتكعيب تشرح الاساس الرياضي لتلك العملية..
نفس الشعور بالدهشة ما زال يتملكني كلما تذكرت " انهيار" العملاق السوفييتي... لا شظايا ولا كتل.. بدا الأمر فجأة كلعبة ليكو تفككت إلى أجزائهافي يد صاحبها وهي التي استقرت في الوجدان العالمي في ذاك الزمن كعدد أولي غير قابل للقسمة في معادلاته..
هل بدأ جورباشتوف واعيآ عملية تفكيك أم كان الأمر فعلآ إصلاحآ جذريآ خرج عن اليد.. أتذكر أنه بدا لي كالسيد حسن نصر الله أول الأحداث ..فاجأته ردات الفعل وتسارع الأحداث في سلسلة انشطارية..
مركزيةاجورباتشوف في هكذا حدث في دولة تحكمها قبضة حزب مركزي وتتشابك آليات قرار عدة.. التجاذبات الداخلية والدولية,.. البيروسيترويكا والغلاسنوست.. يلتسين.. ريغان.. والدوما والنواب الذين تحولوا رهائن في عملية اختطاف غريبة من نوعها ..

حاولت لفترة أن أبحث في مقالات وتحاليل تؤرشف لتلك الفترة أو عرض راجع للأحداث يستذكرها وقد علم ما آلت إليه الأمور فاكتسبت بعض الأمور التي بدت تافهة وقتها مفهومآ " صيروريآ".. وبكسل لم أفعل كالعادة.. لكن بقي في ذهني مقال لولا لهجته الرصينة و طريقته التحليلية الأقرب للعلمية ومحاولة سرد واستقراء فيه لبدا كمقال خيال علمي أو صحافة صفراء . يتقول الكاتبين بأنه حدثت في تلك الفترة أكبر عملية أختراق استخباراتية في تاريخ السي أي إي والعالم بشكل عام..يضعها كنظرية محتملة جدآ وليست وحيدة ولم يدع المقال تقديم إثباتات دامغة..
العام الماضي ذكرني بالمقال حدث دبلوماسي غريب في دول الغرب.. وهو تمرد سفير بريطانيا الموجود في إحدى دول أسيا الوسطى النفطية.. نسيت أيها صراحة..كان تمردآ بمعنى الكلمة على سياسة بلاده هناك وتحالف مخابراتها لدرجةكبيرة مع الحكومة التي لها سجل سيء جدآ في مجالات حقوق الإنسان , وأنه جمع دلائل وقصص لا يمكن السكوت عليها من لقاءاته مع معارضين سياسين وباحثين اقتصاديين مناهضين للعولمة أو النفوذ الأجنبي توضح حجم وكيفية التعاون الوثيق الاستخباراتي بين بريطانيا وتلك الحكومة وشركات النفط العاملة هناك
القناة الرابعة البريطانية ( التي تحتضن عادة هكذا قصص ) أعلنت بشكل مكثف عن مقابلة لمدة ساعتين مع سعادة السفير في أحد برامجها السياسية, تأجل العرض عدة مرات, وفي النهاية عرضت مقابة مبتسرة- مجعلكة مش معروف راسها من ساسها- مدتها 15 دقيقة..
آخر ما سمعت عن الرجل خبر مقتضب على البي بي سي بأنه أعفي من مهامه نتيجة فضيحة جنسية بدت تفاصيلها- لي على الأقل- مضحكة!