اوقد ذكرتني ههنا يا فانجليس؟

فيا ويحي تضرب بي الأمثال، وتقرن بي الفعال، على أن ما حدث كنا عليه شهودا مرتين، أمس واليوم.

على أن من ضرب هذا الموقع ماذا يبغ؟ أوما وسعه أن يعبث بمواقع أئمة الكفر؟ أوما وسعه أن يضرب موقعا يطلب الجواسيس فيه جهارا نهارا للعمل مع المتجبرين؟

لحاك الله يا فولكانو، فقد أخطأت إستك الحفرة، وعبثت في موضع الجد، وما أراك إلا جاهلا.

الصراع الفكري له أدواته، والصراع المادي له أدواته، ولكل ساحته.
لم يكن أبدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليقاتل من أتاه مناظرا، ولا ليحارب من أتاه مجادلا، بل الحرب لمن أتى شاهرا سيفه، مبرزا حقده.

أما قوم لم يروا ما نرى، وجادلونا وجادلناهم، أفنحن نكرههم أن يكونوا مؤمنين؟ وفيم الحساب من الله إذن؟

على أن النادي هنا لم يكره أحدا على دخوله، ولم يمنع أحدا من الرد على ما لا نقر به من آراء تعني الإسلام أو تعنى به، ثم إنك يا فولكانو مأمور بقتال من بارزك العداء لا من جادلك في دينك.

فاربع على ظلعك، وكف عن القوم أذاك، فوالله إن كل باغ مخذول ولو كان مسلما، وكل معتد مهزوم ولو زعم الإيمان، والغاية لا تبرر أبدا الوسيلة.