ابتداء، فإن الوعي العسكري عند حسن نصرالله جعله يدرك أن إسرائيل ستضربه قريبا، فسبقها. طبعا استقى معلومات من جهاز استخبارات كما يصنع كل عاقل.

وهنا أشد على يديه، بل واقبلهما، فأن تبادر لضرب عدوك قبله يفقده عنصر المفاجأة، والله أعلم ماذا كانت لتصنع غسرائيل لو أنها هجمت بعد شهرين في الوقت المريح لها.

ثم إن حسن نصرالله ضرب القوة العسكرية الاسرائيلية أول ما ضرب، بما يعري عورة إسرائيل أخلاقيا، وهذا كسب بعيد المدى، داخليا وخارجيا.
هنا يكسب حسن نصرالله شيئا من الرأي العام الداخلي للعدو.

إسرائيل ضربت أطفالنا، بما يبين أنها لا ترقب فينا إلا ولا ذمة، ويبين حماقة الركون إلا أي اتفاق معها، لأنها لن تحترمه، أولم ينص تفاهم نيسان على تحييد المدنيين من الجانبين؟

أما عبدالناصر، فهو ليس برسول ولا إمام، ولا مفكر ولا فيلسوف، هو مغامر عسكري قفز على الحكم، استبد به، أشبعنا شعارات وظاهرة صوتية، هزم عام 1956 وعام 1967، وأبى إلا الاستئثار بالحكم.
ولولا أن الموقف الدولي الذي كان يصفي الاستعمار القديم أراد هزيمة فرنسا وبريطانيا عام 1956 لكان للشرق حكاية أخرى.

لعبدالناصر حسنات، نحن نمن بها عليه أن مكناه منها، وله سيئات تستوجب محاكمته.

حسن نصرالله لم يستبد بحكم ولم يستأثر بسلطة، وهو لكلاهما خليق.

خدمة إيران أو أفغانستان أو طاجيكستان ليست ذات أهمية هنا، فإن كنت مأكولا فلأقبلن أن أكون مأكول إيران وارعى في صحرائها الشمالية الجمال ذات السنامين، خير وأحب إلي من أن أرعى الخنازير لبوش في تكساس.

حين التخيير بين إيران التي هي منا وفينا، حكمناها وحكمتنا مرارا، ومنها أئمتنا وعلماؤنا، وبين الغرب المجرم وما بيننا من ثأر قديم، فلن أختار أبدا الغرب على إيران.

تشيع إيران وتسننها ليس قضية، وتوسعها لاستيعابنا ليس خطرا، فالقاعدة المشتركة بيننا قريبة، ولن نلبث أن نستوعبها كما استوعبناها سابقا، لا سيما ونحن أقدر منها على فهم تلكم القاعدة المشتركة وهي الإسلام، وإن كنا متعاجزين متخاذلين.

أما أمريكا فلن تتركنا حتى يصير جل اهتمامنا وطموحنا هو التففن في حمل البشاكير للسيد شاخب الوجه ريثما ينتهي من الفاحشة بنسائنا وصبياننا، وذلك ليمسح نطفته خوف التلوث. لزوم أتيكيت يعني.

وعندك عينة في تايلند والفلبين وكوريا الجنوبية. ألا تذكرون أن ما منع انهيار تايلند إبان انهيار نمور آسيا إنما كان تجارة الدعارة؟
ومن أسسها، أليسوا الأمريكان؟

ألا نرى أن جل اهتمام الجنود الأمريكان في العراق هو في فعل الفاحشة برجال ونساء وأطفال العراقيين؟

قوم ممحونون، شاذون، منحرفون، يريدون إخراجنا من قريتنا لأننا من المتطهرين أو نخوض فيما يخوضون.