تحياتي أولا يا أخت هالة

وما غريب إلا الشيطان يا هالة،

فلنفسر إذن موقفي من إيران الوجود وإيران الدولة.

إيران كانت ولا زالت موجودة في قلب العالم الإسلامي، وبيننا تاريخ مشترك منذ معركة نهاوند لم ينقطع إلى اليوم، ننفعل بقضاياها وتنفعل بقضايانا.

أما الدولة الشاهنشاهية التي بادت، ودولة رفسنجاني التي لحقتها، فهي ليست على خلاف كبير عن دولنا حتى نفضل دولنا عليها، وقد تكون خير منها بقليل.

لا أستغرب مساعدة دولة إيران الشيعية الفارسية لأمريكا في احتلال كابول وبغداد، فهي لا تختلف هنا عن باكستان السنية الأوردية، ولا عن قطر والسعودية والكويت العربيات السنيات.

كله في الهوى سوا.

إلا أنني يا هالة كالمعتمد بن عباد، خير بين أن يكون مأكول يوسف بن تاشفين ومأكول ألفونسو، فاختار يوسف بن تاشفين، وقال كلمة هي الرجولة الوحيدة في ملوك الطوائف:
"أن أكون مأكول يوسف بن تاشفين أرعى الإبل في صنهاجة، خير وأحب إلي أن أكون مأكول الأذفونش أرعى الخنازير في قشتالة"

نعود إلى الأمريكان وربطهم بالدعارة،

بعيدا عن المقارنة مع المسلمين، على أنني لم أذكر الله في حديثي السابق عن دعارة أمريكا.
الأمريكان حريصون على نشر الدعارة في كل الدولة التي يطول استقرارهم فيها، وعندك أمثلة عديدة على ذلك.
ونترك التاريخ، حيث يستقى خبره من قادح ومادح، وعلينا بالحاضر، ولا نجعل عجزنا عن نقد أمريكا يدفعنا إلى نقد من ليس في الساحة.

نعود إلى اغتصاب السلطة،
السلطة حق للأمة، وليس لغيرها، وكون الأمة غير مؤهلة لا يعني غصبها حقها، ذلك مثل وصي السوء يأكل مال اليتيم بحجة أنه غير مؤهل لإدارته.
لا أقول أنه كان على ناصر أن يقوم بأعمال خارقة للعادة، لكنه لم يتجه طيلة فترة حكمه الطويل المقارب لثمانية عشرة سنة إلا إلى مزيد من الاستبداد بالسلطة، ولم نره قد هيأ الأمة على اية حال لأخذ السلطة. ألا يكون قادرا على ذلك وهو على سدة الحكم معبود الجماهير؟

قضية معركة 1956، أنا لا أنكر حق الأمة في قناة السويس، وحتى لو قبل صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أن يقرض مصر، هذه قضية حق، وقد أحسن فيها عبدالناصر. لكن ليس التأميم عنيت، بل المعركة التي تلته.
نحن خسرنا المعركة عسكريا وكسبناها سياسيا، وحين نخسر عسكريا كان ينبغي على رأس الدولة أن يعالج هذا الانحراف، لا أن يترك المسؤول مسؤولا حتى يضيع دولة الوحدة، ثم ننهزم في عام 1967.

أما حزب الله ولبنان، بصراحة لا أرى دولة في لبنان، لا اليوم ولا عام خرجت فرنسا منه وأنهت انتدابها، ارى في لبنان توافق طائفي يسير حينا ويفرط أحيانا.
باقي الدول العربية باستثناء عراق ما بعد صدام، على سوئها إلا أنها ليست دولا طائفية.
حزب الله ينبغي له أن يحارب إسرائيل لو رضيت "الدولة اللبنانية" أو رفضت. أصلا ما هي الدولة اللبنانية؟
هل تكون تلكم الدولة شرعية قيد أنملة لو خرج منها حزب الله؟ أو الشيعة؟
ثم ما العيب أن يحقق حزب الله مصالح إيران وسوريا؟ أليس لنا مصلحة أن تمتلك إيران قنبلة نووية وصواريخ بالستية تردع فيها أمريكا وإسرائيل عن المنطقة؟
على أنني أعيب على إيران وسوريا عدم تدخلهما الجدي إلى الآن.

أما عن نفي التبعية، فذلك حين نصبح شيئا مذكورا، أما ونحن وحيطنا واطي فلا يليق لنا أن نغضب حين يتقافز فوقه الناس.