تحياتي الزميل فارس،
لا أذكر حدوث لقاء مباشر سابق بيننا. ولذلك أرجو أن يكون لقاؤنا هذا مثمراً، بناءً ومفيداً للجميع.
قبل أن أخوض مع حضرتك في عمق الموضوع، أجد من المفيد أن أعيدك إلى الروابط التالية التي بحثت فيها التهم الموجهة زوراً إلى الرسول بولس:
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...fid=5&tid=39965
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...fid=5&tid=40047
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...fid=5&tid=40865
وإن أردتَ الحقيقة، فمن البداية أود التنويه بأنني أعتبر كل تهمة موجهة إلى الرسول بولس ليست إلاّ نابعة من مصادر إبليسية بحتة. فالرسول بولس كان منسجماً في تعاليمه كلها ورسالته مع الروح القدس. نفس الروح الذي علـّم به يسوع المسيح ذاته، معتبراً إياه مثاله البارز والأول:
"11: 1 كونوا متمثلين بي كما انا ايضا بالمسيح" – 1كورنثوس 11 : 1.
http://st-takla.org/pub_newtest/46_kor1.html
ولذلك أجد كل التهم الموجهة ضدّه هي باطلة، ونابعة إما عن خبث أو عن جهل للكتاب المقدس. وما يخيّب أملي فعلاً أن أجد بعض الجاهلين للكتاب المقدس، يقفزون بفرح، وكأنهم اصطادوا فريسة، للإقتباس من مقالات أو مقولات ما أراد بعض سيئي النوايا نشره لمحاربة حق الكتاب المقدس.
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
ومنها تأسس المفهوم الأكثر رواجا لمسيحية المسيح عيسى بن مريم
من هو هذا عيسى بن مريم؟ فالكتاب المقدس لا يعرفه ولا يعترف به. الكتاب المقدس يتحدث عن يسوع بن مريم والذي صار المسيح كإبن روحي لله. هذا الـ "يسوع المسيح" هو الذي كان الرسول بولس قد وضعه نصب عينيه ليمشي بدقة على خطاه وليتمم رسالته الإلهية، وليس عيسى بن مريم!
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
القائمة على مرتكزات جديدة كانت نفسها غريبة على كثير من أهل ذلك الزمان.. بمن فيهم الحواريون وأتباع المسيح عليه السلام: ألوهية المسيح، الصلب والفداء، عالمية النصرانية، إلغاء الشريعة
- ماذا تقصد بألوهية المسيح؟
- ماذا علم الرسول بولس ما يخالف القصد من موت المسيح بخصوص الصلب والفداء؟
- ماذا تريد أن تقول بـ "عالمية النصرانية"؟ (أصلاً لا يتحدث الكتاب المقدس عن النصرانية. فهو يتحدث عن المسيحية).
- أي شريعة ألغيَت بواسطة بولس ذاته بخلاف عن بقية الرسل والمشايخ المسيحيين للقرن الأول للميلاد؟
- وأخيراً، ما هي الأشياء "الغريبة" عن رسل وتلاميذ المسيح الـ 12 التي علمها الرسول بولس؟
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
لن أغرقكم وأغرق نفسي في نقاش طرحه غيري هنا وطرحته في عدة مواضع
أظن يا عزيزي بأن كلامك هذا وصل متأخراً أكثر من اللازم "Too late". فأنا أراك غامرت ودخلت الماء "Already" دون وجود عدة كافية للعوم بحوزتك! فلا تقلق عليّ من الغرق. أنا معك حتى النفس الأخير. ليس نفسي أنا، وإنما نفسك أنت. وتكرم عيونك.
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
المسيحية وصحتها وصحة معتقداتها التي يسير على نهجها مسيحيو اليوم وهم الأكثر في هذا العالم من أي من أتباع الديانات..
مسيحية اليوم يا عزيزي بعيدة كل البعد عن المسيحية التي علمها الرسول بولس ويسوع المسيح من قبله. واسمح لي أن أصارحك القول، بأن كلماتك هذه تدل على جهل كامل أو شبه كامل لما كتب الرسول بولس. وعلى ما يظهر أراك اكتفيت بالنسخ واللصق لمقالة من مصادر معينة، غير مدرك بأن الأمر سيورط قدميك عميقاً في الوحل.
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
لكنني أجد نفسي متسائلا تارة ومعجبا تارة أخرى بالنهج العصري الذي انتهجه بولس لتحويل رسالة يسوع المسيح إلى بني إسرائيل إلى ديانة عالمية صالحة للقبول لدى الشعوب الأخرى
لماذا التساؤل يا عزيزي؟ فكل ما كتبه الرسول بولس كان نتاج توجيه الروح القدس له. الروح القدس الذي يستخدمه الله ذاته من أجل مقاصده هو. وبما أن يهوه الله هو إله منطقي وحكيم، فقد وجه يسوع وأتباعه بمن فيهم الرسول بولس ليكتبوا ما هو منطقي، وما يتناسب مع واقع البشرية جمعاء في كل العصور البشرية القادمة، أياً كانت حضارتهم أو خلفيتهم.
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
عندما عاد بولس من العربية بعد 3 سنوات من التفكير ورسم الخطوط الأساسية للشريعة الجديدة التي أراد أن يخرج بها للعالم
أنت هنا يا عزيزي تجرّد الرسول بولس من كل علاقة مع الإله وروحه القدوس. بينما واقع الأمور، وبحسب الكتاب المقدس، أنه لم يقم شخصياً برسم أية خطوط. فكل ما علـّمه كان خطوطاً إلهية جرى إرشاده إليها. وإلاّ، فإذا كان يعلم بخلاف بقية الرسل، كيف تمكن من البقاء بينهم كعضو فعّال ومحترم؟
لماذا لم يفصلوه ويبعدوه عنهم معتبرين إياه مرتداً؟ (فقد عملوا ذلك مع آخرين، لماذا لم يتمكنوا من فعل نفس الشيء معه هو؟)
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
وحينما أراد أن يجعل لرسالته عند الوثنيين قال إن الله ثلاثة في واحد وقال إن المسيح ابن الله فجسد الله في أعينهم بشرا يشبه تلك الاصنام التي يعبدونها ويألهونها
شو هالتخبيص يا حبيبي؟!
هل يمكن أن ترشدني ولو إلى عبارة واحدة قالها بولس، فيها علـّم عن عقيدة الثالوث الكريهة للنفس الإلهية؟
أرجوك لا تكتب شرقاً وغرباً (يعني تخبيص)! فكلماتك كلها محسوبة هنا عليك. انتبه إلى نفسك يا حلو !
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
"من ثمارهم تعرفونهم\" وأن بولس قد يكون أحد هؤلاء الذين حذر منهم المسيح (متى 5/17-19)
أية ثمار أظهرها بولس، والتي حذر منها يسوع المسيح أتباعه؟
للإستزادة حول هذه النقطة، أقترح عليك العودة إلى الرابط التالي:
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...fid=5&tid=41296
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
ورغم التحذير الضمني من التلاميذ (يوحنا(1)2/22) (بطرس(2)2/1-3)
أي تحذير ضمني يا عزيزي؟ هل أنت متأكد بأنهم كانوا يتكلمون عن أمثال الرسول بولس؟
هذا ما حضرتك تشير إليه من كلمات الرسول يوحنا:
"2: 22 من هو الكذاب الا الذي ينكر ان يسوع هو المسيح هذا هو ضد المسيح
الذي ينكر الاب و الابن" – 1يوحنا 2 : 22.
http://st-takla.org/pub_newtest/62_joh1.html
فمن الواضح بأن يوحنا يتكلم هنا عن الذين ينكرون الآب والإبن. فأي دليل لديك بأن بولس الرسول كان ينكر الأب والإبن حتى نعتبره ضدّاً للمسيح؟
وهذه أيضاً كلمات الرسول بطرس التي تشير إليها:
"2: 1 و لكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك و اذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا
2: 2 و سيتبع كثيرون تهلكاتهم الذين بسببهم يجدف على طريق الحق
2: 3 و هم في الطمع يتجرون بكم باقوال مصنعة الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى و هلاكهم لا ينعس" – 2بطرس 2 : 1 – 3.
http://st-takla.org/pub_newtest/61_petr2.html
أي دليل لديك يجعلنا نتأكد بأن الرسول بطرس يتحدث هنا ليحذرنا من أمثال الرسول بولس؟
للأسف يا عزيزي، أراك غير مهتم فعلاً بما كتب الرسول بطرس ذاته بخصوص بولس بعد أسطر قليلة من اقتباسك، معتبراً إياه "
أخونا الحبيب بولس"، وليس ضداً للمسيح. هذه هي كلماته، تفضل:
"3: 15 واحسبوا اناة ربنا خلاصا كما كتب اليكم
اخونا الحبيب بولس ايضا بحسب الحكمة المعطاة له" – 2بطرس 3 : 15.
http://st-takla.org/pub_newtest/61_petr2.html
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
فلم نسمع بنبي أجرم وقتل وحارب الرب قبل أن يصبح نبياً
أنت لم تسمع لأنك لم تحاول أن تبحث في فكرك. لكني أنا وجدت من أجرم وقتل وحارب الرب، ليس قبل ادعائه النبوة، وإنما بعد ذلكً. وأضاف أيضاً زوجات كثيرات، بعد أن كان أميناً سابقاً لزوجة واحدة فقط. وقد دعا إلى الغزو مبرراً إياه بالتسمية "الحرب المقدسة" أو "الجهاد في سبيل الله". وأيضاً دعا إلى الإرهاب والتهديد بنار جهنم اللامنطقية تخويفاً لأتباعه، وأغراهم بالوعد بأكثر من 70 حورية ينافسن زوجته ويأخذن من حقوقها الجنسية والزوجية. و .. و .. الخ.
من ناحية أخرى، ألا ترى نفسك نسيت مثلاً بأن موسى ذاته كان قد قتل مصرياً قبل أن يصبح نبياً؟
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
إلا ان بولس نجح في جمع الأتباع من حوله
تقصد بأنه جعل نفسه المحور كي يصير المهتدون الجدد أتباعاً له هو وليس للمسيح؟
ربما يا عزيزي تقصد إذاً كلماته التالية، أليس كذلك؟
" 3: 4 لانه متى قال واحد انا لبولس و اخر انا لابلوس افلستم جسديين
3: 5
فمن هو بولس ومن هو ابلوس بل خادمان امنتم بواسطتهما و كما اعطى الرب لكل واحد
3: 6 انا غرست و ابلوس سقى لكن الله كان ينمي
3: 7 اذا
ليس الغارس شيئا و لا الساقي بل الله الذي ينمي
3: 8 و الغارس و الساقي هما واحد و لكن كل واحد سياخذ اجرته بحسب تعبه
3: 9 فاننا نحن عاملان مع الله و انتم فلاحة الله بناء الله " – 1كورنثوس 3 : 4 – 9.
http://st-takla.org/pub_newtest/46_kor1.html
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
بل أنه لم يكن يوما تلميذا نجيبا لدى الابن ولا الآب! فما المشكلة؟!..
المشكلة؟!
المشكلة يا عزيزي ليست عند بولس! المشكلة عند حضرتك عندما تنسخ وتنقل كتابات "عالماشي" دون دراية كافية وعلم صائب للكتاب المقدس.
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
ما دام الناس قد صدقوا فهذه شهادة بنجاح عولمة (بولس) ونجاحها في اقتحام حضارات ذلك الزمان والتلائم معها..
أنت تتحدث هنا عن المسيحية التي انتشرت بعد بولس والتي نراها قائمة حتى الآن.
هذه يا عزيزي مسيحية "معولمة" نتيجة الجهود السياسية والإجتماعية والدينية والحربية والنفسية لمختلقيها وحافظيها. يعني الفئات المدعية باطلاً المسيحية، وعلى رأسهم رجال الدين ودكتاتوريتهم وبطشهم عبر العصور. وهذه العولمة لا علاقة لها بالرسول بولس ولا بكتاباته. ومع ذلك، وكما أشرت أعلاه، فكتابات الرسول بولس تتناسب وكل الحضارات والشعوب والعصور لسبب كونها آتية من مصدر إلهي بتوجيه الروح القدس، وليس نتيجة آراءه الشخصية كإنسان. فكإنسان، ليس هو إلا شخص عادي مثلي ومثلك.
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
فهل يفلح (بولس) هذا القرن في اقناع العالم كله بجدوى عولمة أمريكا ومنظمة التجارة العالمية؟؟؟ هذا ما لا شك فيه.. وبولس شاهد على ذلك..
من هو بولس هذا القرن، من فضلك؟
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
موضوعي هذا ليس إلا رؤية فلسفية للاحداث وإسقاط لها على أحوال هذا الزمان..
كان يحلو بحضرتك أن تكون حذراً أكثر بكثير من ذلك لتجنبنا الإدراك الصارخ لمحدودية رؤيتك الفلسفية لأحداث وكتابات الكتاب المقدس.
اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
وربما أن للخواطر هذه بقية فالموضوع (كيبوردي) محض
لا عليك يا عزيزي! فأنا هنا بانتظار ردك أولاً، كي نتابع بعدها مداخلتك الثانية وما سيليها.
مع تحياتي ...