اقتباس:  journalist   كتب/كتبت  
ايران تردي اغلاق ملف المحاسبة في الملف النووي ضدها من قبل الامم المتحدة عن طريق واحد هو فتح معركة في لبنان ثم التفاوض والحرطقة عن طريقها؟؟

ممكن نعم. لكن إيران لم تحاول بعد استثمار هذا الصراع.

من الممكن ايضا أن جماعة 14 آذار تآمروا مع أمريكا واسرائيل على تصفية حزب الله ولو كان ذلك على حساب تدمير لبنان على رأس "متاولته". كيف إذا يتحول أسر جنديين الى "معركة حياة أو موت" لدى اسرائيل ويصبح آلام مخاض الشرق الأوسط الجديد كما صرّحت كوندي. الأحداث والمجهود السياسي الذي تبذله كل من امريكا واسرائيل يصبّ في بحر هذا الإحتمال.

كل ما يمكنني أن اقوله هو ## ### النظام السوري على ما فعله في لبنان. لم أكن أتصور ابدا ولا في أضغاث أضغاث الأحلام أن يتحوّل بعض سنة لبنان الى حربة في خاصرة القضايا العربية. لكن يبدو ان التمييز الطائفي الذي مارسه النظام السوري في حقنا طوال 30 سنة من الإحتلال، وذكريات "جرجرة" أمل والإشتراكيين لشباب المرابطون من بيوتهم وذبحهم أمام أهليهم في كورنيش المزرعة، ومجازر راس التبانة وجريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري تركت أثرا واضحا في الوعي السني. غير أن العدو الحقيقي للبنان يبقى غير قوة شيعته، بل ضعف مؤسساته لصدّ الهيمنة الخارجية على قراراته. لماذا نقبل أن نتحرر من الإحتلال السوري والنفوذ السوري لكي نقع في بئر الهيمنة الأمريكوصهيونية؟

ايران وإن كان لها بعض النفوذ في لبنان عبر حزب الله فهو يبقى ارحم بألف مرّة مما يريده محور-الشرّ الأمريكوصهيوني. ولا افهم كيف يسمح غيورون لإسرائيل وأمريكا بالعودة الى قلب لبنان فوق جثة الحريري! في نهاية الأمر إيران ساندتنا المقاومة اللبنانية لنتخلّص من الإحتلال الإسرائيلي .. هذه المقاومة التي احتضنها ودافع عنها ورعاها الرئيس الشهيد الحريري رحمه الله.

ولو افترضنا (وهذا امر مستبعد جدا بناء ً على المعطيات) أن حزب الله قام بفتح حرب عن سابق اصرار وتصميم لصالح الملف النووي الإيراني، فلماذا نحن نجد "تيار المستقبل" ينحى منحى الرأي السعودي في الموضوع؟ بمعنى آخر، لماذا يقوم تيار المستقبل بفتح جبهة داخلية في لبنان بينما دماء الناس ما تزال تسيل تحت الأنقاض؟ الوطنية تفترض على الأقل .. وهذا اضعف الإيمان .. أن يتم تأجيل المساءلة الى ما بعد توقف العدوان حرصا على مصالح لبنان (الا إذا كان هناك من يفرح فعلا بالمجهود الإسرائيلي للقضاء على حزب الله).

إذا، في أحسن الأحوال، ما يقوم به بعض السنة (الغير وهابية) هو تمثيل المملكة العربية السعودية، ذات العلاقات العدائية تجاه إيران، على أرض لبنان. اليس هذا بحد ذاته حربا أيضا تمارسها السعودية بالوكالة؟ أما السلفية فهم يعادون إيران على اسس عقائدية وليس على اسس عقلانية، لذلك لا يمكننا ابدا عقلنة هذا العداء المذهبي المتاصل بين الروافض والنواصب.

ورجاء لا تقل أن السعودية تبرّعت وما بعرف شو. مشكورة جدا هي أن تبرّعت، وهم أخوان لنا في العروبة وفي الدين ويظلون أقرب لنا من إيران المسلمة أو تركيا المسلمة بالف مرّة بالرغم من أنهم يفضلون الموراني على المسلم في تعاملهم، والأجنبي أبو العيون الزرق على العربي. مشكلة هذه التبرعات كما يعرف الجميع أنها مسيّسة وليست "لوجه الله". لا بأس، مهما كانت فلبنان يحتاجها والناس تحتاجها وجزاهم الله الف خير.