عزيزي إبلا:

نصرالله وابن لادن يستويان عندي. كلاهما يفكر بأجندة شخصية. لو أن نصر الله فعلا يملك حفنة من العقل لما غامر باختطاف عسكريين اسرائيليين وجرّ بلد على بعضه إلى حرب. لم أسمع يا عزيزي بحزب في بلد يقوم وكأنه جيش بذاته. فقط في بلاد العربان حيث التفكير قبلي تجد هذا. والمسألة طائفية شئنا أو أبينا. حزب الله يريد لها أن لا تكون مارونية بالمرة بل نسخة من إيران وهم الآن الغالبون. أليس القرآن يقول لنا "ألا إن حزب الله هم الغالبون"؟ يبقى صدق الله العظيم وسلامات طيبون... هل تعرف يا إبلا أنه بسبب حزب الله لا أقدر أن أشتري كتب مثل كتب الحداد من المكتبة البولسية؟ كتب الحداد ممنوعة تماما. أقدر أن أشتري مجلات سكس من لبنان وأفعل كيفما أشاء ولكن لما يقتضي الأمر ببعض الكتب وخاصة الكتب التي كتبها الحداد فهذا من رابع المستحيلات. في ظل هذه الأنظمة يا إبلا أنت كمسيحي مواطن درجة رابعة، مع احترامي لشخصك الحبيب. أعرف أنك ملحد تقريبا. لكن هذا أسوأ. يعني في نظرهم لا حصلت سما ولا أرض. هذه أنظمة ثيوقراطية يا عزيزي. كيف تتعاطف معهم؟ تتعاطف مع شوية بلطجية؟ أنت حر وأحترم قرارك الشخصي لأن السياسة تلعب فيها العواطف الدور الأكبر بدليل فشلي في إقناع أحد من أصحابي الأميركان المسيحيين بأي شيء من قناعاتي الشخصية في السياسة. أنا مواطن أميركي ولكني مصري فلاح بكل ما تحمله الكلمة من معاني. لو صدقتني فلك الجنة. لو لم تصدقني لا أعرف ماذا أفعل حتى ترى بعينك. وتحياتي لك وشكرا لرحابة صدرك.

(f)