اقتباس:  طارق القدّاح   كتب/كتبت  
عزيزي لوجيكال؛

أرى أن الصورة لم تتغير كثيراً، ولكن هذه اللمسات برأيي هي لمسات فنية لتحسين نوعية الصورة ووضوح ألوان الدخان وأعتقد أن المصورين يقومون بها بكثرة.
إذا لاحظت فإن ألوان البيوت تحت الدخان أيضاً تم تعتميها قليلاً لإبراز الألوان بشكل أفضل في الصورة.
فالمصور يبقى فنان، وحرب أو مش حرب فهو يقوم بتزبيط الصورة لتظهر مناسبة للعرض بأفضل شكل ممكن.


تحياتي.
(f)

بالإذن، طارق؛ هذه تجارة بالموتى و بورنو رخيص يليق بنيكروفايل متمرّس!

محاولة ’تسويد‘ الصور المنقولة لابتزاز العالم عاطفياً هي محاولات مستميتة من ’جهات ما‘ لخلق هولوكوست عربية من لبنان. و للأسف لا توجد قناة عربية واحدة تنقل ما يحدث بحياد؛ 11 لبنانياً يموتون بقصف الحقراء تصبح مجزرة، و 12 إسرائيلياً يموتون بصواريخ الحقراء تصبح ’أكبر عملية من نوعها لحزب الله‘. هناك سباق مريب بين القنوات و وسائل الإعلام العربية للحصول على أبشع صور ممكنة لما يحدث من أجل تسويق شيء ما لا أفهمه--ربما لأجل تعبئة الرأي العام العالمي، لكن الحقيقة أن ما يحدث هو تجارة بورنو رخيصة جداً.

أيام القصف الأمريكي للعراق في حرب ’حرّر و احتلّ‘، طال القصف مشفى و أوقع إصابات و قتلى، كان عددهم 40 تقريباً أو ربما كان هذا عدد كل من قُتلوا بشكل عام. المهم، وقف أحد الوزراء أمام الكاميرا ـ أظنه أوميد مبارك ـ بزيه العسكري ليقول شيئاً كـ: (لا أذكر الأرقام، لكن المهم السياق)
"أوقع القصف الغاشم للمستشفى 40 قتيلاً من النساء و الأطفال (...) رجال: 10، نساء: 20، أطفال أبرياء ’رُظَّع‘ 13 طفل" ثم بدا و كأنه نسي شيئاً لوهلة قبل أن يضيف "بريئ"!
بمنتهى الصفاقة و الوقاحة يقف بلهجة روبوتية عسكرية حقيرة ليعلن موت "أطفال أبرياء رظع" بزيه العسكري، فقط لأجل عيون الكاميرا و الاستهلاك العربي.

لكن ليست المشكلة ما يسوّقونه بيننا نحن--المشكلة فيما يحاولون تسويقه للخارج. يعني الطفل الميت و اللهاية التي وضعوها حول عنقه بعد انتشاله لزوم الماكياج، هذه قمة الحقارة التي تفوق حتى قدرتي على التخيل. لو تريد رأيي فهي إن لم تكن محاولة خلق لهولوكوست عربية على حسابنا نحن اللبنانية، فهي ممارسة فيتيشية أو نيكروفيلية دون شك!

على أي حال، هم في العالم الخارجي انتبهوا لهذه النقاط، و الكثيرون يتحدثون عن بورنو الحرب الوارد من عند العرب.

في النهاية، طارق، و أنت أيضاً مريم، لو كان كلامكما الذي يبرر ما يفعله أمثال مصوّر البورنو هذا على اعتباره ’فناً‘ صحيحاً لما كانت رويترز طردته--بحسب الخبر الذي نقله لنا لوجيكال على الأقل.