الأمور بكنهها وليس بظواهرها. القرار 1559 لن يطبق بكنهه ولو ظن البعض أن دمج حزب الله في الجيش اللبناني سيحقق ذلك. على العكس، ما أراه قادما هو ليس تجييش الحزب بل تحزيب الجيش. غالبية عناصر الجيش أصلا هم من الشيعة الفقراء. دمج حزب الله في الجيش سيعني عكس واقع القاعدة على القيادة .. النتيجة هي أن الحزب الآن سيتمتع بغطاء رسمي.

أعتقد أن الرهان الأمريكي-الصهيوني هو على الطائفية السياسية التي تفترض أن يكون رئيس الجمهورية ماروني أو أن تكون قيادة الجيش مارونية .. وأن تخضع بذلك الطائفة الشيعية الى الإرادة الأمريكي-الصهيوني عبر وكالة رئيس جمهورية دمية أو قائد جيش دمية.

لكن الحقائق هي أن الجيش لم يعد كما كان عام 1975. كوادره كلها تغيّرت. لذلك فلن يكون هناك قائد جيش دمية.

أما الرئيس، فهو منتخب برلمانيا. لذلك، ولو حتى استطاعت دمى 14 آذار أن تنصب دمية رئاسية، فهي ستكون فارغة من الصلاحيات وهذا حال أميل لحود اليوم.

الخلاصة، لن يحقق العدوان سياسيا ما عجز عن تحقيقه عسكريا.