وعطفا على موضوع سابق بعنوان اسرائيل لن تقاتل حزب الله بل ستقاتل الله نفسه
ففي عام 1995 عندما كان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين، يحاول اقناع صقور اسرائيل واحزابها وتياراتها بخطة السلام التي كانت مطروحة آنذاك وأدت الى اغتياله لاحقا
قال لهم: الظاهر ان حزب الله أقنع الله بأن يحارب معه
ولذلك فإننا سنحارب الله.

نتابع
الاخوة والزملاء الكرام
الموضوع هذا ليس لابداء الرأي الشخصي المنطلق من رغبة انتصار طرف على طرف آخر
بل قراءة في مجرى الاحداث والتطورات العسكرية والسياسية

الجديد الطارىء على الموضوع هو قرار المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر بتوسيع العملية البرية
مع الانتباه بان قرار الحرب قائم اساسا

حسنا دعونا نقرأ حيثيات هذا القرار وخلفيته
القرار قدم كتوصية من الجيش الاسرائيلي لعمير بيرس وزير الدفاع الفاشل حتى الان
غاية القرار : 1 تدمير منصات الصواريخ التابعة لحزب الله وصولا الى الليطاني بعد ان اكد قائد الموساد في قيادة العمليات مئير داغان عن عدم جدوى الضربات الجوية التي وجهت لحزب الله وأدواته القتالية وبالتالي تصدع قدرة الردع الإسرائيلية
إعادة الجنود المخطوفين فورا ومن دون شروط.
.2 الوقف الفوري لكل العمليات العدائية من لبنان ضد إسرائيل أو ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
.3 التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم .1559
.4 نشر قوة دولية ناجعة في جنوب لبنان على طول الخط الأزرق.
.5 إحباط قدرة حزب الله على ترميم قدراته العملياتية في الأساس عن طريق منع تهريب الأسلحة والذخائر من سوريا وإيران إلى لبنان.

صاحب القرار التوصية هو الجيش وليس الحكومة حتى شيمون بيرز لم يصوت على القرار بل امتنع عن التصويت هو واثنان من الوزراء
ما يعني انه لم يكن هناك اجماع اسرائيلي حقيقي على قرار توسيع الحرب البرية وتم التصويت على القرار في ظل إحساس بتراجع الفرصة لتحقيق إنجاز سياسي مهم بعد تغيير المزاج الدولي في مجلس الامن وفي ظل اخفاق عسكري اسرائيلي مهين

طيب
ما لا يعلمه الزملاء والرأي العام العربي عموما والاسرائيلي خصوصا ان العملية البرية الاسرائيلية بدأت قبل اربعة ايام من القرار الوزاري المصغر
ومع ذلك اعلنواعن بدء العملية الواسعة بعد التصويت على القرار مباشرة
لكن الذي حصل اليوم بالذات بعد معركة سهل الخيام وساحة مرجعيون وخسرانهم لاحد عشر دبابة ميركافا بليلة واحدة ومنطقة عمليات واحدة عدا عن خسائرهم البشرية انسحبوا قبل ظهر اليوم واعلنوا (وهنا مربط الفرس) بان العملية البرية الواسعة لم تبدأ بعد وهذا ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق العسكري الاسرائيلي
مع انهم قالوا البارحة ان عمليتهم سوف تستغرق أسبوعا للوصول إلى الليطاني وحوالي أربعة أسابيع لتنظيف المنطقة من الصواريخ ومقاتلي حزب الله وانهم ممكن ان يصلوا الى ابعد من الليطاني
ثم تنقل يدعوت احرنوت عن المجلس نفسه عدم القرار بالدخول الى مدينة صور مع انها جنوب الليطاني

هذا تخبط عسكري لم نشهد له مثيل من قبل عند الاسرائيلي

التحليل الواقعي للقرار الاسرائيلي الاخير انه قرار وظيفي سياسي وليس عسكري لان الحرب معلنة ولا أهمية لقرار عسكري اضافي
ومفاعيل القرار تفاوضية بحتة بما يتيح مطالبة لبنان بتخفيض سقف النقاط السبع التي وافق حزب الله عليها
لان موقف حزب الله الاخير من مشروع النقاط السبعة ونشر الجيش اللبناني يعتبر اسرائيليا (بعصة سياسية ) لم يكن يتوقعها لاسرائيلي

بهذا المعنى فإن قرار توسيع الهجوم البري يأتي في سياق مضاعفة الضغط سياسيا على المقاومة والحكومة اللبنانية لتحسين الشروط التفاوضية وتحصيل الحد الأقصى الممكن من المكاسب السياسية بعد عجز الآلة الحربية الاسرائيلية عن انجاز اي شيء سوى قتل المدنيين

يتبع