اقليميا
دعونا نعود قليلا الى الوراء لان اصعب شيء في هذا الوقت هو قراءة الموقف العربي الواقع بين (شاقوفين)
والشاقوفان هما (إيران – حزب الله – سوريا – لبنان) (أمريكا – أوروبا – إسرائيل)
(هلق مش يقوم حدا يتفلسف ويعملي فيها SMART ASS
ويقلي اجندة ايرانية واهداف فارسية واطماع سورية )
نحن نقرأ واقع قائم ونستقرأ حوادث واقعة

قضية النقاط وحقيقتها
قبل ذهاب السنيورة الى روما لطرح النقاط السبع خضعت هذه النقاط الى مبضع نبيه بري مكلفا ومفوضا من حزب الله سياسيا باعادة صياغة نقاط السنيورة السبع بشكل لا تستطيع امريكا وفرنسا ومن ورائهم اسرائيل التملص من النقاط السبع كطرح لبناني ولا التمرد على روح صياغتها على المستوى الدولي
في هذه الاثناء فرنسا بالتحديد انزعجت من زيارة وزير الخارجية الايراني الى بيروت سابقا كل العرب وبدا لفرنسا ان امريكا تعترف بقوة ايران ولا تريد ان تواجهها في لبنان خاصة بعد كلام بوش وقبوله بثلاث نقاط لحل المشكلة والتي هي جوهر النقاط السبعة اللبنانية
1-إيقاف القتال
2- رجوع إسرائيل الى وراء الخط الازرق
3-الموافقة على مراقبين دوليين وزيادة عدد قوات الطوارىء من دون المطالبة بنزع سلاح حزب الله وهذا الكلام اكدته رايس في احد تصريحاتها في امريكا قبل اجتماع مجلس الامن للمداولة
عند هذه التطورات التي نسيها الناس ولم يلتفت اليها كثير من المراقبين ارتعبت فرنسا وحاولت الخروج عن هذه النقاط
وقد اشار نبيه بري في خطابه الاخير وتعجب من انقلاب المواقف حيث اعتبر ان أمريكا انقلبت لصالح لبنان بينما انقلبت فرنسا ضد صالح لبنان.
حقيقة الموقف الامريكي يومها ناتج عن مراعاة ايران وقدرتها على خربطة الساحة وقلب الطاولة على رأس الامريكي في العراق
لأن إيران أثبتت تهديدها بقوةِ تخريبها للقرار الأمريكي والأوربي من خلال الضغط على إسرائيل وأعطت صورة لما تستطيع فعله بالقوات الأمريكية في العراق
وحقيقة الموقف الفرنسي الرافض انه سيفشل كل مشاريعها ومشاريع حلفائها في لبنان
وحقيقة تأثير حزب الله على مشروع النقاط السبع هو صموده في وجه الاستراتيجية الاسرائيلية وقد ادرك السنيورة وبعض قوى 14 اذار (السنة تحديدا) ان حزب الله ومعه أمل و نبيه بري وحلفائهم قادرون على اسقاطه كرئيس حكومة حتى في انشغال حزب الله عسكريا مع اسرائيل وهذا هو سر الفزعة السياسية العربية التي جاءت فاضحة لانها لم تكن متأخرة لأن الانظمة العربية كانوا ينتظرون الاجهاز على حزب الله عسكريا
والذي رفض استقبال رايس في زيارتها الاخيرة لبيروت ليس السنيورة بل نبيه بري الذي ضغط على السنيورة وقال له حرفيا اذا استقبلتها في هذا الظرف سيحترق القصر الحكومي

على المستوى السوري
سوريا حاضرة في المفاوضات الاخيرة على أساس أنها قامت بدور لوجستي لتقوية الحزب وحلفائه
والاهم ان سوريا استفادت من الكشف الواقعي للحرب ودرست الثغرات وربحت من تجربة حزب الله مجانا
فقد حصلت على معطيات عسكرية لم تكن تتحلم بها ولم تستطع تجربتها بنفسها قبل ذلك
وقد أصبح القرار السوري أكثر وضوحا وأقوى في القرار النفسي بحيث يمكن لسوريا أن تفكر من لحظة الفشل الاسرائيلي الاخير بتجديد استراتيجيتها العسكرية ان لجهة دعم الداخل الفلسطيني او لجهة تحريك جبهة الجولان مستقبلا ما حدا بوزير الخارجية الروسي الى تحذير سوريا من استخدام الصواريخ الروسية ضد اسرائيل اذا حصل اي تطور عسكري

على المستوى الفلسطيني
هناك ارتياح في صفوف قوى الممانعة الفلسطينية باضافة عنصر قوة اضافي الى ممانعتهم
لكن قراءة الوضع الداخلي الفلسطيني في ظل الاوضاع الراهنة غير واضح
عربيا
انظمة النفط ومعهم مصر والاردن خارج دائرة الصراع بعد الفشل الاسرائيلي

تبقى مسألة على المستوى الاسرائيلي فيها نوع من الخطورة على المنطقة كلها لان تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي مؤخرا ما مضمونه بأن القرار الدولي إذا طبق بناء على التعديلات اللبنانية فستنتقم إسرائيل على طريقتها الخاصة وتقوم بمجازرَ للحسم.
هذاالتصريح ضرب من الجنون
لكن معناه السياسي ان اسرائيل اصبحت في مهب الريح
وكل أمة نشأت على اساس دور وظيفي كما يقول عبد الوهاب المسيري
فعندما تصبح اسرائيل في مهب الريح وتتلاعب بها الدول الكبرى تحاول أن تدافع عن نفسها ولو بمخالفة كل القوانين