[SIZE=4]إن تعبيرات مثل النصر و الهزيمة لا تعني شيئا موضوعيا ولكن مجرد أدوات للدعاية السياسية
الأخ مورجن .(f)
قبل الحديث عن نتائج معارك لبنان الأخيرة ( بعبارة أدق التدمير الإسرائيلي للبنان فلم تكن هناك حرب متكافئة أبدا ) أريد أن أدقق نقطة هامة تغيب عن الزملاء عادة و قد ذكرتها في مداخلة سابقة ، فمن الشائع أن نقيم نتائج العمليات الحربية بمعيار النصر و الهزيمة ، هذا المعيار ربما يكون مناسبا لتقييم نتائج الحروب الكبرى و ليس المعارك ، و سيكون من الخطأ الفادح أن نقيم نتائج معارك لبنان الأخيرة بهذا المعيار الزئبقي فكل طرف سيدعي أنه المنتصر طالما لا توجد معايير موضوعية لتقييم النصر و الهزيمة بل إن تعبيرات مثل النصر و الهزيمة لا تعني شيئا موضوعيا ولكن مجرد أدوات للدعاية السياسية ، فلو أخذنا جانب الشيعة في لبنان ، نرى نبيه بري كان يتحدث عن استحقاق النصر بينما هو يستجدي وقف إطلاق النار بلا حول له ولا قوة ، أي نصر هذا الذي يختفي فيه المنتصر في ملجأ خارج ميدان النصر بينما المنهزم يملي شروطه ؟.ما يحدث هو مجرد معركة أولية لا منتصر فيها ولا مهزوم ، معركة من حرب طويلة قائمة ،و لكن سيكون لها نتائج تتراكم مع غيرها مشكلة نتيجة الحرب التي بدأت بالفعل ، ما يوجعني فعلا أن العرب لفرط حماقتهم يدفعون ثمنا للمواجهة الإيرانية الغربية ، بينما إيران نفسها لم تخسر جنديا واحدا ، هذه الحرب الإيرانية – الغربية أخشى أنها ستدمر معظم منطقة الشرق الأوسط ، بل قط تتحول في مرحلة لاحقة – ربما قريبة – إلى حرب أسلحة التدمير الشامل (نووية- كيماوية ) ، الآن كل ما يمكن عمله – بشكل منهجي – هو دراسة النتائج رغم أن كل طرف يؤكد أنه كان دائما على صواب .
بشكل مبدئي أرى أن هناك إنهيار واضح لحق بالسمعة السياسية للشيعة العرب ، فقد أكدت تلك المغامرة أن ولاء الشيعة هو للمذهب و ليس للوطن ، و أن إيران تمثل قيادة روحية و أيضا سياسية لأغلبيتهم على الأقل ، و لعل الشيعة في العراق الذين يحاولون تأسيس اول دولة عربية يحكمها الشيعة هم أول المتضررين ، فمواقف حسن نصرالله المنفلتة تؤكد المخاوف التي يبديها السنة العراقيين من أن الشيعة مجرد تابعين لإيران و أنهم سيسلمون بلادهم لقمة سائغة للإيرانيين ، إن ما فعله حسن نصرالله يفوق أسوأ ما كان يدعيه أعداء الشيعة و مكفريهم ، وهذا أيضا ما حذر منه المثقفون المستقلون .. أن يتحول الشيعة إلى جاليات أجنبية في دولهم ،و أن تصبح مناطقهم بمثابة جيتوهات منعزلة ،و أن يصبح من غير المنطقي أن يطالبوا بحقوق المواطنة التي ينكرونها .. هذه أحد المنجزات الأولية لمغامرة حسن نصر الله .