الاستاذ بهجت,
(f)

اولا: اشكرك لمرورك الكريم.
ثانيا:بالتأكيد اوافقك فيما قلت بشار ليس باللاعب الماهر, و خطابة اقرب إلي المقالات العنترية في صحفنا منه إلي خطاب رئيس يدير مصالح دولة كاملة.
بعد سماعي لخطاب الرئيس السوري بشار الاسد كان انطباعي الاول اني امام خطاب معجزة, لم يدع الرئيس السوري خطأ سياسي إلا و ارتكبه و لا اعلم هلي يوجد له مستشارين يراجعونه فيما يقول او يقدموا له النصح ام لا. في هذا الخطاب احرج بشار الاسد نفسه و حزب الله اكثر مما احرج من هاجمهم.

1 – تكلم الرئيس السوري عن نصر غير موجود من الاساس!!
2 – بفرض ان هناك نصر فليس له حق ان يفتخر بنصر لم يحققه!
3 - قال ان سوريا لا تحتاج لمن يدافع عنها علي الرغم من ان ابسط رد هو حالة الجولان المذلة التي لم يطلق فيها رصاصة واحده لثلاث عقود كاملة!
4 – بعد ان ادعي مؤيدي حزب الله بأنه مقاومة وطنية و ليس تابعة لقوي خارجية قام بشار بنسف هذا الكلام عندما خرج علنا ليحدد ان سلاح حزب الله غير قابل للنزع!
5 – إذا اتهم بشار الاسد المعارضة السورية بالعمالة اصبح ذلك نوع من التخوين المرفوض و إذا كانت هذه المعارضة تمثل اغلبية اصبح تسلط, و لكن الكارثة عندما تتهم الاكثرية النيابية في دولة اخري بالعمالة!
6 – اتهم الرئيس السوري قادة دول اخري بأنهم اشباه رجال و لكن من يتهمهم لا توجد في بلادهم اراضي محتلة من ثلاثة عقود و لم يحاولوا تحريرها! فمن هم اشباه الرجال؟
7 – تكلم بشار عن المسافة التي تزيد بين الشعوب و حكامها بسبب عدم تبنيهم خيار المقاومة, و هذا الموضوع طويل, و ادعي ان هناك تضخيم من قبل اصوات تملك الكثير من الابواق لمدي التأييد الشعبي (دعني اتكلم عن مصر علي الاقل) لدخول حروب ضد اسرائيل, بل اكاد اقول ان بالرغم من انحطاط شعبية حكومتنا بسبب اوضاعنا الداخلية فإن الكثيرين يعتقدون ان حسنة مبارك الوحيدة هي عدم توريط مصر في أي حروب.
فليوضح لي اي انسان الفجوة التي حدثت بين حكومات و شعوب الخليج بسبب عدم اعلان حكومات الخليج الحرب علي اسرائيل!!!
اريد ان اسمع عن هذه الفجوة في السودان و تونس و الجزائر و المغرب,.......................
اما الاهم فبفرض ان هذه الفجوة تتسع, لكن ما علاقة بشار بالشئون الداخلية لدول اخري, الا يوجد فجوة بين الشعب السوري و حكومته ايضا, في مجال خنق الحريات و الاعتقالات تتفوق سوريا علي الدول التي يتهمها باتساع الفجوة بين شعوبها و بين حكامها,
اما المضحك ان بشار سيحتاج لدعم هذه الدول عاجلا او آجلا!!!!

ما يحزني في خطاب بشار هو درجة الرعونة و انعدام الرؤية المستقبلية
يمكن للرئيس السوري ان يقول ما يريدة من تأييد المقاومة و رفض تسليم سلاح حزب الله و لكن بأسلوب اخر اكثر كياسة و ذكاء و بهذه الطريقة يجنب مؤيديه في لبنان و دول اخري الاحراج,

بشار الأسد بهذا الخطاب العجيب سدد رصاصات رنت في آذان من يظن انهم اعدائه (المعارضة اللبنانية و بقية حكام العرب) و لكنها استقرت في جسد اصدقائه !!!!

اطيب تحياتي