الزميل Beautiful Mind
شكرا للمرور و للاطراء,
(f)

طالما في مصر ام العجايب فانا واثق ان لك اصدقاء مشابهين, في البداية كانت مثل هذه الحوارات تصيبني بالاحباط و بمرور الوقت لم يزول الاحباط لكن تعودت عليه.
يجب ان يعلم الجميع ان هناك من يفكر بطريقة مختلفة و يجري الحسابات بطريقة اخري غير التي تعود عليها الناس و ان عصر اجماع الامة قد انتهي, في مجتمع طبيعي التنوع حتمي للتطور و التقدم.
لكن ما لمسته في هذه الحرب ان مساحة التنوع في ازدياد علي الرغم من ان اسرائيل هي الطرف الاخر من الصراع, فالبعض تمتع بدرجة من العقلانية و رفض جر مصر في حروب لا معني لها, هناك من كان يبكي علي صور الاطفال اللبنانين لكنه في نفس الوقت يذكر ان معظم البيوت المصرية بها شهداء من حروبنا المتتالية مع اسرائيل. البعض الاخر لديه مشكله مذهبية مع حزب الله جعلته يخشي الصعود الشيعي و امتداد نفوذه.
ان ضعف الديموقراطية في مصر جعل الكثير من القوي السياسية تلجأ إلي المزايدات بدون ان تخشي شئ فهي تعلم جيدا انها بعيده عن السلطة فلا مانع ان ترسم دور الاسد القادر علي كل شئ و للاسف فسذاجة البعض تجعلهم يصدقون هذا.
يمكنك مثلا ان تلاحظ ما اقدم عليه مرشد الاخوان و كلامه عن بعث 10000 متطوع للبنان, فهو يدرك جيدا ان الحكومة لن تسمح و بالتالي فما المانع من الكلام.
عند تحليل هذا الكلام بالعقل سنجده فيلم كوميدي, فبفرض ان الحكومة وافقت (مجرد فرض):
1- هل يحتاج لبنان للمتطوعين, هل كانت مشكلة حزب الله في عدد الجنود.
2- ما هي المدة المطلوبة للتدريب 10000 متطوع و توفير السلاح لهم و هل سوف ينتهي تدريبهم قبل نهاية الحرب.
3- هل سوف توافق سوريا علي دخول 10000 من الاخوان عن طريق اراضيها.(البديل ادخالهم عن طريق اسرائيل نفسها)
4- هل سوف يوافق حزب الله علي استقبال 10000 متطوع سني.
5- هل لبنان لهذه الدرجة من الجنون بالسماح بتكوين مليشيات جديده تحمل السلاح علي ارضها.
بقي ان نعرف ان مجرد موافقة مصر علي فتح باب التطوع و التدريب و التسليح هو في حد ذاته خرق لاتفاقية السلام, و حتي و إذا لم يكن خرقا فمن الغباء تدريب مدنين غالبا اصوليين علي حمل السلاح في انتظار عوتهم (إذا ذهبوا أساسا) ليكملوا الجهاد في مصر نفسها و النموذج الافغاني هو دليلنا علي ذلك.
فلماذا صرح المرشد بمثل هذا التصريح, لان الكلام ببلاش و مفيش مانع يعمل بطل و يكسب تعاطف قطاع من الناس.
و لكن هذه المره وجدت الكثيرين ممن اعرف عنهم تأييدهم للاخوان يضحكون من هذا الكلام و احدهم قال حرفيا (و بسذاجة): "الراجل ده لازم الاخوان يمنعوه من الكلام مع الاعلام لانه كل مرة بيعك و بيقول كلام يتحسب علية"
للاسف توجد قوي معارضة تكره الحكومة اكثر مما تحب مصر و هو ما يدفعهم ايضا إلي المزايدة ظنا منهم ان هذا يحرج الحكومة و يكسبهم المزيد من الشعبية.
هناك فصيل اخر لا يزال متمسك بالشعارات و لا يريد ان يفارقها.
استشعر ان رأي الشارع يتغير ربما ببطئ و لكن الملل بدأ يصيب الناس من هذه الشعارات التي يسيرون خلفها ثم يعودون كل مرة بالخيبة و النكسة.

اما عن تكوين سرب جديد فهذه سنة الحياة, فالسرب التقليدي يمارس هوايته الاصيله في الانتحار.

اطيب تحياتي