اقتباس:لا يوجد في تاريخ الصراع العربي/الصهيوني، من 1948 وإلى الآن، من نظام عربي ديموقراطي انهزم أمام العدوّ الصهيوني، فكل الأنظمة العربية التي مُنيتْ بالهزيمة كانتْ ديكتاتورية من الطراز الممتاز، وكانتْ دموية مُتطولة ومُفترسة، وكانتْ بينها وبين جمهور الشعب العربي آلام ودماء وانتقامات، وشُعب وأودية وجبال، كانت معزولة عن الشعوب ومكروهة منها، فكيف الحال إذن إنْ كانت هذه الأنظمة لم تخض المعركة نفسها، ولم تقتحم كثافتها، على نحو ما حصل من صوب نظام الأمر الراهن في دمشق تجاه الحرب الأخيرة من صوب العدو الصهيوني على لبنان؟
لا أعلم إن كان ناقل هذا الموضوع يسخر من غبائه الواضح أم يتبنى فعلاً أفكاره ؟
1- لا يوجد أي بلد عربي ديمقراطي من المحيط للخليج. فعن أي بلد يتحدث ؟
2- الشعب اللبناني هو الوحيد الذي يشهد بالعلاقة المتينة مع الشعب السوري. فالشعب السوري فتح منازله وحدوده للمهجرين اللبنانيين عندما تجاهلهم العالم أجمع، وعندما فتح بعض الحكام العرب الباب أمام إسرائيل لقصف لبنان !!!
ما قدمه الشعب السوري للمهجرين كاف ليشهد على شهامته وقدرته على امتصاص الصدمات والأوجاع.
وما قدمه المهجرون اللبنانيون من رجم بالحجارة لإحدى الأميرات العرب عندما زارت مخيمهم كفيل بالشهادة على ما صار اللبنانيون يكنونه لأولئك الأمراء والأميرات ( ومن عينهم أمراء أصلاً ؟! )... وكفيل بذكريات العرب عن الحروب السابقة ما يكنه الفلسطينيون لبعض الدول التي عاملتهم بفظاعة، عندما فتحت لهم سوريا الباب على مصراعيه...
ولو كان هناك تواطؤ ضدهم لكان يكفي أن تغلق الحكومة السورية الحدود بوجههم، ولكان تراكمهم كفيلاً باستسلام حزب الله، وخسارة الحرب السريعة...
3- أضحكني وما زال يضحكني من يعادي الحكومة السورية، ثم يطلب منها أن تدخل الحرب ؟
كيف يسمع أحدهم نصيحة من عدو ؟
وهل في حكومة عربية أخرى دم وحياء لتنصر سوريا إن هي دخلت الحرب ؟
ثم لماذا يطالب نفس الأشخاص الذين طالبوا بخروج الجيش السوري من لبنان بأن يدخل حرباً ؟
ولماذا لا تطالب دول أخرى بذلك ؟ أهو لكون سوريا هي الوحيدة التي تقض مضاجع وتفسد آمال من يحلم بشرق أوسط كونداليزي جديد ؟
الزمن والشعوب وحدهم يشهدون...