مفتي صور وجبل عامل يرفض الوكالة الحصرية لـ "أمل" و"حزب الله" على الشيعة

العلامة علي الأمين: كيف يقال للجنوبيين الخارجين من قراهم رافعين الرايات البيضاء بأننا انتصرنا



بيروت - "السياسة":

أكد مفتي صور وجبل عامل العلامة علي الأمين رفضه لمقولة الانتصار في الحرب الأخيرة بعد كل الدمار الكبير الذي حصل في الضاحية الجنوبية والجنوب: إذ كيف يمكن أن يقال للجنوبيين الخارجين من قراهم المدمرة رافعين الرايات البيضاء "اننا انتصرنا"؟



وقال في حديث مع فضائية الـ"L.B.C." : أن هناك من بدأ بتوجيه الأسئلة إلينا، بعدما انتهت الحرب. وهناك من يقول أنه حصدنا من سياستكم دماراً وتهجيراً وترويعاً وناراً. وهناك تساؤلات كبيرة حول ما جرى. وسأل من الذي يتحدث عن انتصارات في الحرب الأخيرة بعدما خرجنا نرفع الرايات البيضاء التي تكسر القلب. وقال أن كثيراً من الأمور ستتغير والناس بدأت تتكلم، ولذلك إن سرورنا بعودة الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية سوف يطمئننا أكثر.



ورفض الأمين ما يسمى بوكالة حصرية لـ"أمل" و"حزب الله" على الشيعة لأنها من نتائج الماضي، لافتاً إلى أن الأمور ستتغير الآن كثيراً. فالمساءلات والمحاسبات سوف تكثر وسوف تحدث هناك تغييرات كثيرة والناس تسأل أين الأمانة التي استحفظتموها ووصلتم باسمها إلى المواقع المتقدمة. وقال: للأسف فإن سلة الشيعة كلها وضعت في سلة من سلال التطرف وسلة الحرب، مع أن الشيعة ليسوا مع هذه الحرب، وخط الاعتدال عند الشيعة هو الأكثر مساحة، وهو الأكبر. لكنني أعتقد أن بعض قيادات حركة "أمل" تخلى عن دوره في هذا الإعتدال وتظهيره من أجل مناصب ومواقع متقدمة وربطونا مع الإيرانيين بعيداً.



وقال الأمين أن الذي يتولى الثقافة الدينية عند الشيعة هو "حزب الله" وليس حركة "أمل" التي لم يعد لها أي دور. وقد أصبحت الثقافة الدينية هي ثقافة الفريق الواحد وليس ثقافة الفريقين، وقد عملوا على إلغاء خط الاعتدال وإخفائه، وأصبح المظهر الشيعي واحداً، مع أن الشيعة ليسوا هكذا.



واعتبر الأمين أن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مقيد بقرارات "حزب الله" و"أمل". وسأل: أيعقل أن تكون الطائفة الشيعية التي كانت في طليعة الطوائف التي تقاتل من أجل الدولة اللبنانية الواحدة تصبح الآن تُدعى إلى الدولة اللبنانية ولا تجيب؟ كيف يمكن تقبل هذا المنطق؟ مشدداً على أن الجيش اللبناني عندما ينتشر فهذا يعني أن السلطة هي للدولة اللبنانية، أي أن السلاح هو للدولة اللبنانية، وأن الدفاع هو للدولة اللبنانية. فلا يمكن أن تقول نحن نريد دولة ولكن نريد أن نحدد لها سياستها الدفاعية والخارجية والداخلية, فأي منطق شراكة هذا؟ هذا ليس منطق شراكة.



وأكد العلامة الأمين أن الاعتدال الشيعي موجود لكنه مغيب. فأفكاره وقيمه ومبادؤه موجودة في نفوس الناس، مشدداً على أن هناك توقاً من جانب المواطنين لتكون الدولة مسؤولة عنهم. وأخذ على بعض المسؤولين في "حزب الله" الذين يقولون أننا ندافع عن بلدنا، سائلاً إياهم: هل أن لبنان بلدكم لوحدكم؟ وقال: لا يمكن أن تفرض علي خطة لتدافع فيها عن بلدي. فهذه البلد ليست لك، فهي لك ولغيرك. وتعال واتفق مع غيرك كيف تدافع عنها، لا أن تختار طريقاً وتقول لي اتبعني. ولذلك أعتقد أن الاعتدال لا يزال موجوداً عند شريحة واسعة من الطائفة الشيعية في لبنان، وأنا أقول إذا أجرينا استفتاء في الجنوب اللبناني على مشروع الدولة اللبنانية وعلى أي مشروع يناقضها، فإن الجواب سيكون مائة بالمائة لمشروع الدولة اللبنانية وكلنا للوطن كما هي الحال في كل المناطق اللبنانية.



وأكد الأمين أن قدر الطائفة الشيعية وخلاصها هو في اندماجها في مشروع الدولة اللبنانية الذي هو خيارها الوحيد. وأشار إلى أن "حزب الله" يمكن أن يسير في هذا الأمر، وهو مع مشروع الدولة الذي ينقذ الجميع. فالتجارب علمتنا أنه لن تحمينا طوائفنا ولا أحزابنا ولا مذاهبنا وإنما تحمينا دولة المؤسسات الواحدة والقوية. وأشار إلى أن "حزب الله" علاقاته المميزة والفريدة مع إيران وهذا لا يعني أن الشيعة هم كذلك، لأن ارتباطنا هو بأوطاننا, وإن كانت لنا علاقات مع إيران أو العراق، فهذه العلاقات هي دينية وثقافية قديمة. وقال "نار القريب ولا جنة البعيد". وأضاف: نحن كشيعة جزء لا يتجزأ من هذا الشعب اللبناني، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون روابط الأديان على حساب الأوطان. وشدد على أنه يجب على "حزب الله" وغيره أن يكونوا في إطار مشروع الدولة اللبنانية الواحدة التي تحفظ الجميع، الدولة الوطنية المدنية غير الدينية وغير الحزبية. ولفت إلى أن دولة اتفاق الطائف هي التي تمثلنا كشيعة، وعلينا أن نسير في هذا الإتفاق الذي أجمع عليه اللبنانيون. وحتى الاتفاقات الدولية، فإننا جزء منها. وأعلن رفضه أي امتيازات لطائفة من الطوائف اللبنانية.



وأكد العلامة الأمين أنه سنصل في نهاية المطاف إلى أن السلام ليس مصدر قوة أو هدفاً، وإنما هو وسيلة من الوسائل. وإذا كان لحماية البلد، فإن وجود الجيش اللبناني في الجنوب إلى جانب قوات الطوارئ يمكن أن يحمي المواطنين، وأعتقد أن "حزب الله" سيوافق في النهاية على أن السلام ليس مصدراً وحيداً للقوة. وشدد الأمين على أننا كشيعة نخشى على مستقبلنا عندما نكون خارج مشروع الدولة الذي يجب أن ينتظم الجميع تحت لوائه، مؤكداً أن الأمن الطائفي أو الأمن الحزبي أمر مرفوض وهو يؤدي إلى التفتيت وإلى التقسيم، وأقول أن الأمن الذاتي خطر وهو مرفوض من الجميع.